المقدمة:
إن حسن الظن بالله تعالى هو صفة من صفات المؤمنين التي تدل على توكلهم على الله تعالى وثقتهم به، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على إحسان الظن به، فقال تعالى: “ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون” (سورة يوسف، الآية: 87)، وقال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” (سورة الطلاق، الآية: 3).
1. فضل أحسن الظن بالله تعالى:
– إن إحسان الظن بالله تعالى من أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، فالمؤمن الذي يحسن الظن بربه يطمئن قلبه ويسكن روعه، ويشعر بالأمان والرضا، قال تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (سورة الرعد، الآية: 28).
– إن إحسان الظن بالله تعالى يزيد من إيمان العبد وتقواه، فكلما زاد إيمان العبد وتقواه زاد توكله على الله تعالى وحسن ظنه به، قال تعالى: “ويزيد الله الذين اهتدوا هدى” (سورة مريم، الآية: 76).
– إن إحسان الظن بالله تعالى يفتح أبواب الرزق على العبد، فالمؤمن الذي يحسن الظن بربه يوقن بأن الله تعالى هو الرزاق، وأن الرزق بيده وحده، فيسعى في طلب الرزق دون أن يتكل على أحد سوى الله تعالى، قال تعالى: “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها” (سورة هود، الآية: 6).
2. مظاهر أحسن الظن بالله تعالى:
– أن يظن العبد أن الله تعالى لا يريد به إلا الخير في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون” (سورة البقرة، الآية: 216).
– أن يظن العبد أن الله تعالى سيغفر له ذنوبه ويتجاوز عنه مهما عظمت، قال تعالى: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم” (سورة الزمر، الآية: 53).
– أن يظن العبد أن الله تعالى سيعينه وينصره على أعدائه، قال تعالى: “ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز” (سورة الحج، الآية: 40).
3. أسباب إحسان الظن بالله تعالى:
– معرفة وتدبر أسماء الله تعالى وصفاته، فالله تعالى هو الرحمن الرحيم، الكريم، الرازق، الغفور، التواب، الوكيل، النصير، وغيرها من الأسماء والصفات التي تدل على عظمته ورحمته ورأفته بعباده.
– تذكر نعم الله تعالى الظاهرة والباطنة، فالله تعالى أنعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى، من نعمة الإسلام والإيمان، ونعمة العقل والصحة، ونعمة الرزق والستر، وغيرها من النعم التي لا حصر لها.
– التفكر في خلق الله تعالى وإبداعه، فالله تعالى خلق الكون بأسره بأحسن تقويم، وخلق الإنسان في أحسن تقويم، وخلق في الأرض كل ما يحتاج إليه الإنسان من طعام وشراب ومسكن ولباس وغير ذلك، وكل ذلك يدل على قدرته وحكمته ورحمته.
4. ثمار أحسن الظن بالله تعالى:
– الشعور بالأمان والطمأنينة، فالمؤمن الذي يحسن الظن بربه يشعر بالأمان والطمأنينة في قلبه، لأن