مقدمة
الإسلام دين الرحمة والسلام، وهو دين يسر لا عسر فيه، وقد أمر الله تعالى المسلمين برفق بعضهم ببعض، والتعامل مع الآخرين بالحسنى، وعدم التعدي عليهم في أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36].
الحدود في الإسلام
الحدود في الإسلام هي العقوبات المحددة التي شرعها الله تعالى على بعض الجرائم والذنوب، وهي تشمل الحدود التالية:
حد الزنا: وهو الجلد مائة جلدة للمحصن غير المتزوج، والرجم حتى الموت للمحصن المتزوج.
حد السرقة: وهو قطع اليد اليمنى من الرسغ.
حد القتل العمد: وهو القصاص، أي قتل القاتل قصاصاً بالمقتول.
حد القتل الخطأ: وهو دفع الدية لأهل المقتول.
حد القذف: وهو الجلد ثمانين جلدة.
حد الشرب: وهو الجلد ثمانون جلدة للمسلم الحر، والتعزير لغير المسلم.
حد الحرابة: وهو القتل أو الصلب أو القطع من خلاف أو النفي من الأرض.
أدرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم
حث الإسلام على درء الحدود عن المسلمين ما استطاعوا، وذلك من خلال اتباع الخطوات التالية:
التوبة النصوحة: وهي التوبة التي تكون خالصة لله تعالى، ويقصد بها التوبة من الذنب مع العزم على عدم العودة إليه مرة أخرى.
الشفاعة: وهي أن يتشفع شخص عند الحاكم أو القاضي لإسقاط الحد عن المتهم.
العفو: وهو أن يعفو المجني عليه عن المتهم، ويسقط عنه الحد.
أسباب درء الحدود عن المسلمين
هناك عدة أسباب تدعو إلى درء الحدود عن المسلمين، ومنها:
أن الحدود شرعت من أجل الزجر والردع، وليس من أجل الانتقام أو الإيذاء.
أن درء الحدود عن المسلمين فيه مصلحة للمجتمع الإسلامي، لأن الحدود إذا أقيمت بشدة فإنها قد تؤدي إلى الفتنة والاضطراب.
أن درء الحدود عن المسلمين فيه حفظ لكرامة المسلم وعزته، وإبعاده عن المهانة والذل.
شروط درء الحدود عن المسلمين
يشترط لدرء الحدود عن المسلمين ما يلي:
أن يكون المتهم مسلماً.
أن يكون المتهم قد تاب توبة نصوحة.
أن يتشفع شخص عند الحاكم أو القاضي لإسقاط الحد عن المتهم.
أن يعفو المجني عليه عن المتهم، ويسقط عنه الحد.
أدلة درء الحدود عن المسلمين
هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على مشروعية درء الحدود عن المسلمين، ومنها:
قول الله تعالى: (وَأَنْ عَفَا أَخُوهُ) [يوسف: 80].
قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم” [رواه أبو داود].
قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة” [رواه البخاري].
خاتمة
درء الحدود عن المسلمين ما استطعنا هو أمر مشروع في الإسلام، وهو من رحمة الله تعالى بعباده، وهو فيه مصلحة للمجتمع الإسلامي، وحفظ لكرامة المسلم وعزته، وإبعاده عن المهانة والذل.