مقدمة:
الأم هي أعظم نعمة منحها الله للإنسان، فهي مصدر الحنان والحب والعطف، وهي التي تسهر ليلًا ونهارًا على راحة أبنائها، وتضحي بكل غالٍ ونفيس من أجلهم، ولذلك فهي تستحق منا كل التقدير والاحترام والامتنان.
الأم في القرآن الكريم والسنة النبوية:
لقد ورد ذكر الأم في القرآن الكريم في العديد من الآيات، والتي تُبين فضلها ومنزلتها العظيمة، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا حملته أمه كُرْهًا ووضعته كُرْهًا وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا”. (الأحقاف: 15)
– قوله تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا”. (الإسراء: 23)
وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث الشريفة التي تُبين فضل الأم ومنزلتها العظيمة، ومن هذه الأحاديث:
– قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”. (أحمد والترمذي)
– قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يدخل الجنة فليُبَر والديه”. (ابن حبان والحاكم)
الأم في حياة الأبناء:
للأم دور كبير وخطير في حياة أبنائها، فهي المسؤولة عن تربيتهم وتعليمهم وتنشئتهم، وهي التي تُشكل شخصيتهم وتُعدهم للحياة، ومن أهم الأدوار التي تُلعبها الأم في حياة أبنائها:
– توفير الحب والحنان والأمان: فالأم هي المصدر الأول للحب والحنان والأمان بالنسبة لأبنائها، وهي التي تُشعِرهم بالدفء والراحة والسعادة.
– توفير الرعاية والاهتمام: فالأم هي التي تُرعى أبنائها وتعتني بهم، وهي التي تُلبي احتياجاتهم الأساسية من طعام وشراب ونوم وغير ذلك.
– توفير التربية والتعليم: فالأم هي المسؤولة عن تربية أبنائها وتعليمهم، وهي التي تُغرس فيهم القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة.
فضل بر الوالدين:
لقد حث الإسلام على بر الوالدين والإحسان إليهما، ووعد من يفعل ذلك بالجنة، ومن أهم فضائل بر الوالدين:
– رضا الله تعالى: فبر الوالدين هو من الأعمال التي يُحبها الله تعالى ويرضاها، وهو من أسباب دخول الجنة.
– الفوز بالجنة: فبر الوالدين هو من الأعمال التي تُدخِل صاحبها الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.
– طول العمر والبركة في الرزق: فبر الوالدين يُطيل العمر ويبارك في الرزق، فقد قال الله تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا”. (الإسراء: 23-24)
صور بر الوالدين:
هناك العديد من الصور والطرق التي يُمكن من خلالها بر الوالدين، ومن أهم هذه الصور:
– طاعتهما في المعروف: فعلى الأبناء طاعة والديهم في كل ما أمروه به من معروف، فلا يعصوهما ولا يُخالفوهما.
– الإحسان إليهما: فعلى الأبناء الإحسان إلى والديهما بالقول والفعل، وذلك من خلال تقديم الخدمات لهما وتلبية احتياجاتهما والإنفاق عليهما.
– الدعاء لهما: فعلى الأبناء الدعاء لوالديهم بالصحة والعافية والسعادة، وذلك في كل وقت وحين.
أدعية للأم:
هناك العديد من الأدعية التي يُمكن للأبناء أن يدعو بها لأمهاتهم، ومن أهم هذه الأدعية:
– اللهم ارزق أمي الصحة والعافية وطول العمر.
– اللهم اغفر لوالدتي وارحمها وتجاوز عنها.
– اللهم اجعل أمي من عبادك الصالحين المتقين.
– اللهم أدخل أمي الجنة وأَظلها تحت ظلك يوم القيامة.
الخاتمة:
إن الأم هي أعظم نعمة منحها الله للإنسان، وهي تستحق منا كل التقدير والاحترام والامتنان، فعلينا أن نبرها ونُحسن إليها في كل وقت وحين، وأن ندعو لها بالصحة والعافية والسعادة، وأن نطلب من الله تعالى أن يُدخلها الجنة ويُظلها تحت ظله يوم القيامة.