مقدمة
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه. وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء، وقال: “الدعاء هو العبادة”.
أولا: فضل الدعاء
الدعاء سبب لرفع البلاء: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد القضاء بعد ما أبرم إبرامًا”.
الدعاء سبب لتحقيق الأمنيات: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله تعالى وألحوا، فإن الله يحب الملحين”.
الدعاء سبب لدخول الجنة: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مفتاح الجنة”.
ثانيا: آداب الدعاء
الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء موجهًا إلى الله تعالى وحده، لا إلى غيره من المخلوقات.
اليقين بالإجابة: أن يوقن العبد بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، وأن لا ييأس من رحمة الله تعالى.
الحمد والثناء على الله تعالى: أن يبدأ العبد دعاءه بحمد الله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
التذلل والخشوع: أن يتضرع العبد إلى الله تعالى ويتذلل له، ويخشع في دعائه.
الدعاء بما ينفع في الدنيا والآخرة: أن يدعو العبد بما ينفعه في دنياه وآخرته، وأن يتجنب الدعاء بما يضره أو يضر غيره.
عدم الاستعجال في الإجابة: أن لا يستعجل العبد إجابة دعائه، وأن يصبر حتى يستجيب الله تعالى له.
ثالثا: أوقات الدعاء المستجابة
الثلث الأخير من الليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.
بين الأذان والإقامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”.
بعد الوضوء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء”.
بعد قراءة القرآن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قرأ أحدكم القرآن فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم ليقل: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي”.
في السجود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء فيه”.
رابعا: دعاء يريح القلب
اللهم إني أسألك راحة القلب والبال، وأن تغفر لي ذنوبي وخطاياي.
اللهم إني أسألك أن تجعل قلبي مطمئنًا بذكرك، وأن تجعل روحي راضية بقضائك وقدرك.
اللهم إني أسألك أن ترزقني حبك وحب من يحبك، وأن تجعلني من المقربين إليك.
خامسا: دعاء للتخلص من الحزن والقلق
اللهم إني أسألك أن تكشف عني همي وغمي، وأن تفرج عني كربي.
اللهم إني أسألك أن تهدئ قلبي وتسكن روحي، وأن تجعلني مطمئنًا إلى رحمتك وعفوك.
اللهم إني أسألك أن تجعلني من المتوكلين عليك، وأن ترزقني قوة الإيمان والثبات على الحق.
سادسا: دعاء لطلب العون والمساعدة من الله تعالى
اللهم إني أسألك عونك وتوفيقك في أمري، وأن تيسر لي سبل الخير والنجاح.
اللهم إني أسألك أن ترزقني القوة والصبر والعزيمة، وأن تجعلني من الفائزين في الدنيا والآخرة.
اللهم إني أسألك أن تحفظني من شرور نفسي ومن شرور الآخرين، وأن تجعلني في عياذك وحفظك.
سابعا: دعاء لطلب المغفرة والرحمة من الله تعالى
اللهم إني أسألك أن تغفر لي ذنوبي وخطاياي، وأن تتجاوز عن سيئاتي.
اللهم إني أسألك أن ترحمني برحمتك الواسعة، وأن تعاملني بلطفك وكرمك.
اللهم إني أسألك أن تتوب علي توبة نصوحًا، وأن تجعلني من عبادك الصالحين.
الخاتمة
الدعاء من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سبب لرفع البلاء وتحقيق الأمنيات ودخول الجنة. وللدعاء آداب وشروط يجب مراعاتها حتى يكون مقبولاً عند الله تعالى. وهناك أوقات مستجابة للدعاء ينبغي اغتنامها، ومنها الثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة وبعد الوضوء وقراءة القرآن وفي السجود. وهناك دعوات مأثورة يريح بها القلب وتسكن الروح، مثل دعاء راحة القلب والتخلص من الحزن والقلق وطلب العون والمساعدة من الله تعالى وطلب المغفرة والرحمة منه.