استودعتك الله زوجي

الاستوداع عند المسلمين

يعد الاستوداع من الأمور التي أوصى بها الإسلام المسلمون، وذلك لحفظ الحقوق والممتلكات، وصون الأمانة، والشعور بالطمأنينة والسكينة، فالمسلم مُؤتمن على كل ما يستودعه الآخرون حتى وإن كان عدوًا له.

كان الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – حريصًا على حفظ الأمانات وإيصالها إلى أصحابها، فقد روى الإمام أحمد في مسنده، عن أنس بن مالك أنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفي يده صرة فيها مال، فقال: يا رسول الله، أستودعك هذا المال، فقبضه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبعد فترة جاء الرجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال له: يا رسول الله، ردّ علي مالي، فردّه إليه النبي – صلى الله عليه وسلم).

استودعي الله زوجي، هي عبارة تُقال عند وداع الزوج، وهي من الأدعية التي يستحب للمرأة أن تدعو بها لزوجها عند سفره أو خروجه من المنزل، وذلك لأنها تعبر عن مدى حبها له وخوفها عليه، ورجائها من الله – تعالى – أن يحفظه ويرده إليها سالمًا معافى.

الرجاء والحنين

بيان معاني استودعتك الله زوجي

تعني هذه العبارة أن المرأة تضع زوجها في أمانة الله تعالى، وتطلب منه أن يحفظه ويرده إليها سالمًا معافى.

الدعاء للزوج

تعبّر عن حب المرأة لزوجها واهتمامها به، وتدل على مدى خوفها عليه وحرصها على سلامته.

الاستعانة بالله

تبين أن المرأة توكل أمر زوجها إلى الله تعالى، وتثق بأنه قادر على حمايته وحفظه من كل مكروه.

التفاؤل

حكم الاستوداع

الاستوداع مشروع في الإسلام، وهو عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وذلك لأنه من الإحسان إلى الآخرين، وحفظ الحقوق، والإيفاء بالأمانات.

فضل الاستوداع

ينال المسلم الذي يستودع غيره ماله أو أمانته ثوابًا عظيمًا من الله تعالى، وقد وعد الله – تعالى – المستودع بأجر عظيم، فقد قال الله – تعالى – في سورة البقرة: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).

شروط الاستوداع

يشترط لصحة الاستوداع شرعًا وجود أمرين، وهما:

الإيجاب: وهو طلب الشخص من شخص آخر أن يستودعه شيئًا من ماله أو أمانته.

القبول: وهو موافقة الشخص الآخر على قبول الاستوداع، وحفظه، وإعادته إلى صاحبه عند طلبه.

أحكام الاستوداع

يترتب على الاستوداع مجموعة من الأحكام الشرعية، منها:

وجوب حفظ الوديعة: يجب على المستودع أن يحفظ الوديعة التي استلمها من صاحبها، وذلك ببذل العناية اللازمة لحمايتها من التلف أو الضياع.

عدم الاستفادة من الوديعة: لا يجوز للمستودع أن يستفيد من الوديعة التي استلمها، أو أن يتصرف فيها بأي شكل من الأشكال دون إذن مالكها.

رد الوديعة إلى صاحبها عند طلبه: يجب على المستودع أن يرد الوديعة إلى صاحبها عند طلبه، وذلك بذات الحالة التي استلمها بها، وإذا تلفت الوديعة أو نقصت قيمتها بسبب تقصير المستودع، فعليه أن يتحمل المسؤولية ويعوض صاحب الوديعة عن خسارته.

الخاتمة

الاستوداع من الأمور التي حث عليها الإسلام، وذلك لما له من أهمية كبيرة في حفظ الحقوق والممتلكات، وصون الأمانة، والشعور بالطمأنينة والسكينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *