المقدمة:
بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فإنّ أسماء أحاد الخمسين المقدّسة هي أسماء الله الحسنى التي وردت في القرآن الكريم مكرّرة خمسين مرّة، وهي أسماء ذات معانٍ عظيمة ودلالات عميقة، وتحمل في طياتها كنوزًا من الحكمة والمعرفة، وفي هذا المقال سنتعرّف على هذه الأسماء المباركة ومكانتها وفضائلها.
الأسماء الحسنى وأحكامها:
1. جاءت الأسماء الحسنى في القرآن الكريم في أكثر من موضع، ومن أشهرها قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف: 180]، وقوله تعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف: 180-181].
2. إنّ الأسماء الحسنى لله تعالى هي أسماء ذات معانٍ عظيمة ودلالات عميقة، وهي أسماء وصفية لا تليق إلا به سبحانه وتعالى، وهي تدلّ على كماله وجماله وجلاله، ومن ذلك اسم “الرحمن”، أي ذو الرّحمة الواسعة، واسم “الرحيم”، أي ذو الرّحمة الخاصّة بالمسلمين، واسم “العزيز”، أي الذي لا يُغلَب، واسم “الحكيم”، أي الذي يفعل كل شيء بحكمة ومصلحة.
3. اتّفق العلماء على وجوب الإيمان بأسماء الله الحسنى وأنّها من صفات الله تعالى، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]، وقوله تعالى: ﴿فَأْمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تُشْرِكُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [النساء: 171].
أقسام أسماء أحاد الخمسين المقدسة:
1. الأسماء التي تدلّ على الذات: ومنها اسم “الله”، وهو اسم الذات الجامع لجميع الصفات، واسم “الرّب”، أي المالك المتصرف، واسم “الإله”، أي المستحقّ للعبادة وحده.
2. الأسماء التي تدلّ على الصفات الكمالية: ومنها اسم “العليم”، وهو الذي يعلم كل شيء علمًا تامًا، واسم “الحكيم”، وهو الذي يفعل كل شيء بحكمة ومصلحة، واسم “القادر”، أي الذي يقدر على كل شيء.
3. الأسماء التي تدلّ على أفعال الله تعالى: ومنها اسم “الخالق”، أي الذي خلق كل شيء، واسم “الرّزاق”، أي الذي يرزق كل مخلوق رزقه، واسم “المحيي”، أي الذي يحيي كل حي، واسم “المميت”، أي الذي يميت كل حي.
فضائل أسماء أحاد الخمسين المقدسة:
1. إنّ ذكر أسماء أحاد الخمسين المقدّسة له فضائل عظيمة وثواب كبير، ومن ذلك ما جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.
2. إنّ ذكر أسماء أحاد الخمسين المقدّسة من أفضل العبادات، ومن ذلك ما جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله”.
3. إنّ ذكر أسماء أحاد الخمسين المقدّسة يقرّب العبد إلى الله تعالى ويجعله من أوليائه، ومن ذلك ما جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من حفظها دخل الجنّة”.
آداب ذكر أسماء أحاد الخمسين المقدسة:
1. الإخلاص لله تعالى وعدم الشرك به، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: 106].
2. الخضوع والتذلّل لله تعالى، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغَدَوَاتِ وَالْعَشِيِّ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 205].
3. حضور القلب والخشوع، ومن ذلك ما جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإن الله يتجلى له، فإن هو استقبل القبلة وخشع قلبه وأقبل على صلاته، لم يزل الله ينظر إليه بعينه التي لا تنام حتى ينصرف”.
الخاتمة:
وفي ختام هذا المقال، نكون قد تعرفنا على أسماء أحاد الخمسين المقدّسة ومكانتها وفضائلها، وأنّها من أفضل العبادات وأقرب القربات إلى الله تعالى، ومن أعظم الوسائل لجلب الخير ودفع الضر، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لذكر أسمائه الحسنى والإكثار منها وأن يمنّ علينا بفضله ورحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.