بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
أسماء الله الحسنى هي الأسماء التي تدل على صفات الله تعالى وكماله، وهي من أعظم ما تلقاه المسلمون من ربهم عز وجل. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة العديد من الأسماء الحسنى لله تعالى، ومن بين هذه الأسماء اسم “الولي”.
1. معنى اسم الولي:
الولي هو الصديق والقريب الناصر، وهو الذي يلي الأمر ويتولاه، وقد جاء اسم الولي في القرآن الكريم بمعنى الناصر والمتولي، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: 56].
2. دلالة اسم الولي على صفات الله تعالى:
اسم الولي يدل على العديد من صفات الله تعالى، منها:
– القدرة: فالله تعالى هو القادر على كل شيء، وهو المتولي لأمر خلقه، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْتَلِيَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [هود: 7].
– العلم: فالله تعالى هو العالم بكل شيء، وهو المتولي لأمر خلقه بعلمه وحكمته، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ [الحج: 7].
– الرحمة: فالله تعالى هو الرحمن الرحيم، وهو المتولي لأمر خلقه برحمته ورأفته، قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 156].
3. آثار اسم الولي على حياة المسلم:
اسم الولي له آثار عظيمة على حياة المسلم، منها:
– الطمأنينة: فإن المسلم الذي يعلم أن الله تعالى هو وليه ونصيره يطمئن قلبه ويسكن خاطره، قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
– الثقة: فإن المسلم الذي يعلم أن الله تعالى هو وليه وناصره يثق به ويعتمد عليه في جميع أموره، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].
– الرضا: فإن المسلم الذي يعلم أن الله تعالى هو وليه وناصره يرضى بقضاء الله وقدره، قال تعالى: ﴿وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [المائدة: 119].
4. كيف نكون أولياء الله تعالى:
لكي نكون أولياء الله تعالى يجب أن نتحلى بالصفات التي يحبها الله تعالى ويكره ضدها، ومن هذه الصفات:
– الإيمان: فالإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر هو أولى خطوات السير إلى ولاية الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 7].
– التقوى: والتقوى هي اتقاء سخط الله تعالى واجتناب معاصيه، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].
– الصبر: والصبر هو تحمل المشاق والصعاب في سبيل مرضاة الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [النحل: 127].
5. فضل أولياء الله تعالى:
لأولياء الله تعالى فضل كبير ومنزلة عظيمة عند الله تعالى، ومن فضلهم:
– محبة الله تعالى: فإن الله تعالى يحب أولياءه ويقربهم إليه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96].
– نصر الله تعالى: فإن الله تعالى ينصر أولياءه ويجيب دعواتهم، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].
– شفاعة الله تعالى: فإن الله تعالى يشفع لأوليائه في يوم القيامة ويدخلهم الجنة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].
6. أمثلة من أولياء الله تعالى:
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة العديد من الأمثلة على أولياء الله تعالى، ومنهم:
– الأنبياء والرسل: فهم أولياء الله تعالى وخلفاؤه في الأرض، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: 62].
– الصديقون: وهم الذين صدقوا الله تعالى ورسله، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].
– الشهداء: وهم الذين قتلوا في سبيل الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].
7. الولي الصالح:
الولي الصالح هو الشخص الذي وصل إلى درجة عالية من الإيمان والتقوى والصلاح، وهو الذي يحظى بولاية الله تعالى ونصره وتأييده. والولي الصالح له العديد من الكرامات والمعجزات التي تظهر على يديه، والتي تدل على محبة الله تعالى له ورضاه عنه.
خاتمة:
اسم الولي من أعظم أسماء الله الحسنى، وهو يدل على العديد من صفاته تعالى، ومنها القدرة والعلم والرحمة. ولأولياء الله تعالى فضل كبير ومنزلة عظيمة عند الله تعالى، ومنهم الأنبياء والرسل والصديقون والشهداء. وللوصول إلى ولاية الله تعالى يجب أن نتحلى بالصفات التي يحبها الله تعالى ويكره ضدها، ومن هذه الصفات الإيمان والتقوى والصبر.