اسماء الله الحسني

مقدمة

أسماء الله الحسنى هي الأسماء التي وصف الله بها نفسه في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي من صفات الله العُليا التي لا يشاركه فيها أحد. وهي من أعظم ما يجب على المسلم الإيمان به والإقرار به، لأنها من أصول العقيدة الإسلامية. وقد حث الله تعالى عباده على الإيمان بأسمائه الحسنى في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿لله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ [الأعراف: 180].

1. أسماء الله الحسنى من حيث العدد:

اختلف العلماء في عدد أسماء الله الحسنى، فمنهم من قال إنها تسعة وتسعين اسماً، ومنهم من قال إنها مائة اسم، ومنهم من قال إنها أكثر من ذلك. والراجح أن أسماء الله الحسنى هي تسعة وتسعين اسماً، وهذا هو قول جمهور العلماء. وقد ورد هذا العدد في حديث رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إن لله تسعة وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنة”.

2. أسماء الله الحسنى من حيث الدلالة:

تنقسم أسماء الله الحسنى إلى قسمين:

أسماء الذات: وهي الأسماء التي تدل على ذات الله تعالى وصفاته الذاتية، مثل اسم الله تعالى، والرحمن، والرحيم، والملك، والقدوس، والسّلام، والمؤمن، والمهيمن، والعزيز، والجبار، والمتكبر.

أسماء الفعل: وهي الأسماء التي تدل على أفعال الله تعالى وصفاته الفعلية، مثل اسم الخالق، والرازق، والشافي، والغافر، والتواب، والمنتقم، والعفو، والتوّاب.

3. أسماء الله الحسنى من حيث التعظيم:

تتفاوت أسماء الله الحسنى في التعظيم، فمنها ما هو أعظم من غيره. وقد ورد في حديث رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “أحب الأسماء إلى الله عز وجل: الله، والرحمن، والرحيم”.

4. أسماء الله الحسنى من حيث التأثير:

لأسماء الله الحسنى تأثير كبير على قلب المسلم ونفسه، فهي تزيده إيمانًا وتقوى، وتقربه من الله تعالى، وتجعله يشعر بالسكينة والطمأنينة. وقد ورد في حديث رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.

5. أسماء الله الحسنى من حيث الدعاء:

يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى، فهذا من أقرب الطرق إلى الإجابة. وقد ورد في حديث رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سألتم الله فاسألوه بأسمائه الحسنى، فإنها مائة اسم، كلها في القرآن، من أحصاها دخل الجنة”.

6. أسماء الله الحسنى من حيث الذكر:

يستحب للمسلم أن يذكر أسماء الله الحسنى بكثرة، فهذا من أفضل أنواع الذكر. وقد ورد في حديث رواه البخاري عن أبي هريرة، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله”.

7. أسماء الله الحسنى من حيث التأمل:

ينبغي للمسلم أن يتأمل في معاني أسماء الله الحسنى، فهذا من أعظم العبادات. وقد ورد في حديث رواه مسلم عن أبي هريرة، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في ذات الله، فإنكم لن تحيطوا بكنه ذات الله”.

خاتمة

أسماء الله الحسنى هي من أعظم ما يجب على المسلم الإيمان به والإقرار به، لأنها من أصول العقيدة الإسلامية. ولها تأثير كبير على قلب المسلم ونفسه، فهي تزيده إيمانًا وتقوى، وتقربه من الله تعالى، وتجعله يشعر بالسكينة والطمأنينة. ويستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى، وأن يذكرها بكثرة، وأن يتأمل في معانيها، فهذا من أعظم العبادات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *