اسم الله الظاهر
المقدمة:
إنّ علم الأسماء والصفات من أسمى العلوم وأجلّها، وأعظمها قدراً، وأولاها بالتعظيم والإجلال، فمن خلاله نتعرف على المسمى تبارك وتعالى، ونصدق عليه بأسمائه وصفاته، وندرك عظمته وجلاله، ونقترب منه سبحانه وتعالى، ونتوكل عليه، ونرجو منه الرحمة والمغفرة والإحسان.
ومن أسماء الله الحسنى اسم الظاهر، وهو ظاهر على خلقه بأسمائه وصفاته وأفعاله، وظاهر على عبادته بتوفيقه وتسديده وعنايته بهم، فمن رحمته أن أظهر لنا ذاته بأسمائه وصفاته، وجعل لنا العقل لكي ندرك بها عظمته وجلاله، ومن كرمه أن أظهر لنا طريق الحق والصراط المستقيم، وأرسل إلينا الرسل والأنبياء ليبينوا لنا هذا الطريق ويدعونا إليه.
1. معنى اسم الظاهر:
الظاهر هو الواضح البين الجلي الذي لا يخفى على أحد، وهو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه:
– الظاهر على خلقه بأسمائه وصفاته وأفعاله.
– الظاهر على عبادته بتوفيقه وتسديده وعنايته بهم.
– الظاهر على الأعداء بإذلالهم وتقهيرهم.
– الظاهر على كل شيء بقدرته وعلمه.
2. دلائل اسم الظاهر من القرآن الكريم:
ورد اسم الظاهر في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها:
– قال الله تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: 3].
– وقال تعالى: ﴿هُوَ الظَّاهِرُ فِي السَّمَاءِ وَالظَّاهِرُ فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 103].
– وقال تعالى: ﴿وَظَهَرَ فَسَادُهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41].
3. تجليات اسم الظاهر في الكون:
تتجلى قدرة الله وعظمته وجلاله في الكون بشكل واضح وجلي، ففي السماوات والأرض وفي كل ما فيهما من مخلوقات، وفي خلق الإنسان وفي كل ما يحيط به من نعم وكرامات، وفي نظام الكون الدقيق المتناسق، وفي كل ما يحدث في هذا الكون من أحداث ووقائع، كل ذلك شاهد على قدرة الله وعظمته وجلاله.
4. آثار اسم الظاهر في حياة الإنسان:
إن معرفة الإنسان باسم الظاهر وتدبره فيه، له آثار عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار:
– تقوية الإيمان بالله تعالى، وتثبيته في القلب.
– زيادة اليقين بالله تعالى، والتوكل عليه، والرجاء في رحمته.
– الخوف من الله تعالى، والإحسان في العبادة.
– التحلي بالأخلاق الفاضلة، ومكارم الأخلاق.
– نشر الخير والسلام، ومحاربة الظلم والفساد.
5. أسماء الله الحسنى الأخرى:
– الباطن: وهو الذي لا يظهر للناس، ويعلم ما في قلوبهم وخواطرهم.
– المحيط: وهو الذي أحاط بكل شيء علماً وقدرة.
– المتعال: وهو الذي علا على كل شيء علواً كبيراً.
– المقسط: وهو الذي يقسط في كل شيء، ويعدل بين عباده.
– الجامع: وهو الذي يجمع كل شيء إليه، ويحشره يوم القيامة.
6. صفات الله الحسنى:
– العلم: وهو الذي يعلم كل شيء، ظاهره وباطنه، غيبه وشهادته.
– القدرة: وهو الذي يقدر على كل شيء، ولا يعجزه شيء.
– الإرادة: وهو الذي يفعل ما يريد، ولا يفعل إلا ما يريد.
– الحياة: وهو الحي الذي لا يموت، ولا يلهيه شيء عن شيء.
7. أفعال الله تعالى:
– الخلق: وهو الذي خلق كل شيء من العدم.
– الرزق: وهو الذي يرزق كل مخلوقاته.
– الإحياء: وهو الذي يحيي الموتى.
– الإماتة: وهو الذي يميت الأحياء.
– النشر: وهو الذي ينشر الناس يوم القيامة.
الخاتمة:
اسم الظاهر من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الظاهر على خلقه بأسمائه وصفاته وأفعاله، والظاهر على عبادته بتوفيقه وتسديده وعنايته بهم.
وتجليات قدرة الله وعظمته وجلاله في الكون واضحة وجلية، وفي كل ما يحيط بالإنسان من مخلوقات ونعم وكرامات، وفي نظام الكون الدقيق المتناسق.
ومعرفة الإنسان باسم الظاهر وتدبره فيه، له آثار عظيمة في حياته، منها: تقوية الإيمان بالله تعالى، وتثبيته في القلب، وزيادة اليقين بالله تعالى، والتوكل عليه، والرجاء في رحمته، والخوف من الله تعالى، والإحسان في العبادة، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، ومكارم الأخلاق، ونشر الخير والسلام، ومحاربة الظلم والفساد.