المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اسم الله النصير من أسماء الله الحسنى، وهو يدل على أنه تعالى ينصر عباده على أعدائهم ويحقق لهم النصر والتمكين في الدنيا والآخرة.
النصير في القرآن الكريم
ورد اسم الله النصير في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها:
قال تعالى: “هو الله لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم” (سورة الحشر: 22-24).
وقال تعالى: “إن الله هو النصير” (سورة التوبة: 40).
وقال تعالى: “الله ناصركم إذ أخرجوا” (سورة الأنفال: 62).
النصير في السنة النبوية
ورد اسم الله النصير في السنة النبوية في العديد من الأحاديث، منها:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال: حسبي الله ونعم الوكيل، قال الله تعالى: أنا كفيك ووكيلك”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من توكل على الله وحده كفاه وأغناه”.
النصير في أقوال العلماء
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “النصير هو الذي يقوي الضعيف وينصره على عدوه، وهو الذي يعين العبد على طاعته ويوفقه إليها”.
وقال الإمام الغزالي رحمه الله: “النصير هو الذي يفرج عن العبد كربه ويخلصه من شدته، وهو الذي يحفظه من أعدائه ويدفع عنه شرورهم”.
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “النصير هو الذي يجعل العبد قويًا في نفسه، قادرًا على مواجهة أعدائه وتحقيق أهدافه، وهو الذي يعينه على نيل النصر والتمكين في الدنيا والآخرة”.
النصير وأنواع النصر
ينصر الله تعالى عباده على أعدائهم وينجز لهم النصر والتمكين بعدة أنواع، منها:
نصر العباد في الدنيا: ينصر الله تعالى عباده المؤمنين على أعدائهم في الدنيا، ويعطيهم القوة والتمكين، ويحقق لهم النصر والفتوح.
نصر العباد في الآخرة: ينصر الله تعالى عباده المؤمنين في الآخرة، وينجيهم من النار، ويدخلهم الجنة، ويمن عليهم بنعيم الجنان.
نصر العباد في الباطن: ينصر الله تعالى عباده المؤمنين في باطنهم، فيقوي إيمانهم، ويصبرهم على المصائب، ويفرج عنهم كروبهم، ويوفر لهم السعادة والسكينة.
أسباب النصرة الإلهية
ينصر الله تعالى عباده لأسباب عدة، منها:
الإيمان بالله تعالى والتعلق به: ينصر الله تعالى عباده الذين يؤمنون به ويتوكلون عليه، ويعلقون قلوبهم به وحده.
العمل الصالح: ينصر الله تعالى عباده الذين يعملون الصالحات ويجتنبون المنكرات، ويستقيمون على طريق الحق والهدى.
الدعاء والابتهال إلى الله تعالى: ينصر الله تعالى عباده الذين يدعونه ويلجأون إليه، ويتضرعون إليه أن ينصرهم على أعدائهم.
الصبر والتحمل: ينصر الله تعالى عباده الذين يصبرون على المصائب والابتلاءات ولا يتسخطون على قدر الله تعالى.
ثمار النصرة الإلهية
للنصرة الإلهية ثمار عظيمة، منها:
تحقيق العزة والكرامة للمؤمنين: ينصر الله تعالى عباده الذين يؤمنون به ويتوكلون عليه، ويحقق لهم العزة والكرامة في الدنيا والآخرة.
تحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع: ينصر الله تعالى عباده الذين يعملون الصالحات ويجتنبون المنكرات، ويحقق لهم الأمن والاستقرار في مجتمعاتهم.
إعلاء كلمة الله تعالى في الأرض: ينصر الله تعالى عباده الذين يدعونه ويلجأون إليه، ويتضرعون إليه أن ينصرهم على أعدائهم، ويعلي كلمته تعالى في الأرض.
الخاتمة
اسم الله النصير من أسماء الله الحسنى، وهو يدل على أنه تعالى ينصر عباده على أعدائهم ويحقق لهم النصر والتمكين في الدنيا والآخرة. وقد ورد اسم الله النصير في القرآن الكريم والسنة النبوية وأق