مقدمة
جهينة، قبيلة عربية قديمة ومشهورة، يعود أصلها إلى حمير بن سبأ، ومن ثم إلى يمن بن قحطان، وكانوا يسكنون في الأصل في جنوب الجزيرة العربية، لكنهم هاجروا لاحقًا إلى شمال الجزيرة العربية واستقروا في مناطق مختلفة من نجد والحجاز. وقد لعبت جهينة دورًا مهمًا في تاريخ الجزيرة العربية، حيث شاركوا في العديد من المعارك والحروب، وكان لهم شأن كبير في العصر الجاهلي، كما أسلموا في وقت مبكر ونصروا الرسول (صلى الله عليه وسلم) في غزواته ومعاركه، وتفرقوا في الأمصار الإسلامية بعد الفتوحات الإسلامية، وتركوا بصمتهم في التاريخ الإسلامي.
أصل جهينة ونسبها
يعود أصل قبيلة جهينة إلى حمير بن سبأ، ومن ثم إلى يمن بن قحطان، وهم من القبائل العربية القديمة التي كانت تسكن في جنوب الجزيرة العربية، وقد هاجروا لاحقًا إلى شمال الجزيرة العربية واستقروا في مناطق مختلفة من نجد والحجاز. ويقال أن اسم جهينة مشتق من اسم الجد الأكبر للقبيلة، جهين بن زيد بن كهلان بن سبأ، وذكر في بعض الروايات أن جهينة هو جُهينة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، ولكنه قول ضعيف لا يُعتمد عليه، والصحيح هو أن جهينة من حمير بن سبأ.
منازل جهينة
كانت منازل جهينة في الأصل في جنوب الجزيرة العربية، لكنهم هاجروا لاحقًا إلى شمال الجزيرة العربية واستقروا في مناطق مختلفة من نجد والحجاز، وكانت منازلهم تمتد من وادي القرى إلى مشارف المدينة المنورة ومن البحر الأحمر إلى مشارف العراق، وقد كانت لهم ديار واسعة في منطقة القصيم، حيث كانت عاصمتهم هي مدينة بريدة، كما كان لهم منازل في منطقة حائل، وكانوا يسكنون أيضًا في منطقة الجوف وتبوك، وفي منطقة المدينة المنورة كان لهم منازل في وادي القرى وخيبر و فدك، كما كان لهم ديار في منطقة تهامة، وكانوا يسكنون أيضًا في منطقة نجران.
دور جهينة في العصر الجاهلي
لعبت قبيلة جهينة دورًا مهمًا في العصر الجاهلي، حيث شاركوا في العديد من المعارك والحروب، وكان لهم شأن كبير في تلك الحقبة، ومن أشهر معاركهم هي معركة داحس والغبراء، والتي وقعت بين قبيلتي عبس وذبيان، وقد انحازت جهينة إلى عبس ضد ذبيان، كما شاركوا في حرب الفجار، والتي وقعت بين قبائل قريش وكنانة ضد قبائل هوازن وثقيف، وقد انحازت جهينة إلى قريش وكنانة ضد هوازن وثقيف، كما شاركوا في حروب أخرى كثيرة، وكانوا من القبائل القوية والمشهورة في العصر الجاهلي.
جهينة والإسلام
أسلمت قبيلة جهينة في وقت مبكر، حيث وفدوا على الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة وأعلنوا إسلامهم، وكان ذلك في العام التاسع من الهجرة، وقد أسلموا جميعًا على يد الصحابي الجليل دحية الكلبي، وقد شاركوا في العديد من غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومعاركه، ومن أشهر تلك الغزوات هي غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق، وقد نصر الله المسلمين في تلك الغزوات بفضل تضحياتهم وبسالتهم، وقد استشهد العديد من أفراد قبيلة جهينة في تلك الغزوات، وقد تركوا أثرًا كبيرًا في التاريخ الإسلامي.
جهينة في العصر الإسلامي
بعد الفتوحات الإسلامية، تفرقت قبيلة جهينة في الأمصار الإسلامية، حيث استقر بعضهم في المدينة المنورة والبعض الآخر في الكوفة والبصرة والشام ومصر وشمال أفريقيا، وقد تركوا بصمتهم في التاريخ الإسلامي، حيث كان منهم العديد من الصحابة والتابعين والعلماء والفقهاء والقادة العسكريين، كما كان منهم العديد من الشعراء والأدباء، وقد كان لهم دور كبير في نشر الإسلام واللغة العربية والثقافة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
خاتمة
قبيلة جهينة هي قبيلة عربية قديمة ومشهورة، يعود أصلها إلى حمير بن سبأ، ومن ثم إلى يمن بن قحطان، وقد لعبت دورًا مهمًا في تاريخ الجزيرة العربية والعصر الجاهلي والعصر الإسلامي، وقد تركوا بصمتهم في التاريخ الإسلامي، حيث كان منهم العديد من الصحابة والتابعين والعلماء والفقهاء والقادة العسكريين والشعراء والأدباء، وقد كان لهم دور كبير في نشر الإسلام واللغة العربية والثقافة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.