No images found for الاغاني تفطر في رمضان
رمضان بين الغناء والصيام
مقدمة
رمضان شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وفيه يُكفّ المسلم عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لكن هناك بعض الأمور التي قد تُفسد الصيام، منها الاستماع إلى الأغاني، فما حكم الغناء في رمضان؟ وهل يجوز الاستماع إليها؟
حكم الاستماع إلى الأغاني في رمضان
اختلف العلماء في حكم الاستماع إلى الأغاني في رمضان على أقوال، منها:
القول الأول: قال بعض العلماء بأن الاستماع إلى الأغاني في رمضان جائز، ولا يُفسد الصيام، بشرط أن تكون الأغاني خالية من الكلام الفاحش والغزل والخلاعة، وأن لا تؤدي إلى إثارة الشهوة أو تشتيت الذهن عن الصيام والعبادة.
القول الثاني: قال بعض العلماء بأن الاستماع إلى الأغاني في رمضان حرام، ويُفسد الصيام، لأنها لهو وعبث، وتُلهي عن ذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة، وتُثير الشهوات وتُفسد القلب.
القول الثالث: قال بعض العلماء بأن الاستماع إلى الأغاني في رمضان جائز بشرط أن تكون هادئة وخالية من الكلام الفاحش، وأن لا تؤدي إلى إثارة الشهوة أو تشتيت الذهن عن الصيام والعبادة، وأن لا تُطرب السامع.
أدلة القائلين بأن الاستماع إلى الأغاني حرام
استدل القائلون بأن الاستماع إلى الأغاني في رمضان حرام بالعديد من الأدلة، منها:
قال تعالى: “وَلا تُطِعِ الْمُنْفِقِينَ وَالْكَافِرِينَ وَدَعْهُمْ وَدَعْهُمْ وَلْيَتَشَاغَلُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَلْيَتَوَسَّوْسُوا وَلْتُخَايَلْهُمُ النَّفْسُ وَلْيَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا”، ففي هذه الآية نهى الله تعالى عباده عن إطاعة المنفقين والكافرين، وبيّن أنهم يتشاغلون بأنفسهم ووسوستها وتخييلها، وأن الله تعالى مع المتقين الذين يطيعونه ويجتنبون معصيته.
وقال تعالى: “وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَلا تُطِعِ الْمُنْفِقِينَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الْمُنْفِقِينَ لَفِي عَذَابٍ أَلِيمٍ”، ففي هذه الآية أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع ما أنزل عليه من الكتاب والحكمة، ونهى عن إطاعة المنفقين، وبيّن أنهم لن ينفعوه شيئًا عند الله تعالى، وأنهم في عذاب أليم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”، وفي هذه الحديث شرف الله تعالى أهل اليمن بأن جعل الإيمان والحكمة والفقه فيهم، والإيمان يتضمن جميع أعمال القلوب من الاعتقاد واليقين والإخلاص، والحكمة تتضمن جميع أقوال اللسان من الذكر والتلاوة والدعاء، والفقه يتضمن جميع أعمال الجوارح من الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وغيرها.
أدلة القائلين بأن الاستماع إلى الأغاني جائز
استدل القائلون بأن الاستماع إلى الأغاني في رمضان جائز بالعديد من الأدلة، منها:
قال تعالى: “وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ”، ففي هذه الآية نهى الله تعالى عن تحليل ما حرمه أو تحريم ما أحله، وبيّن أن الذين يفعلون ذلك لا يُفلحون.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئًا”، وفي هذا الحديث بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، أي جائز، فإذا لم يرد نص صريح في تحريم شيء فإنه يكون جائزًا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه”، وفي هذا الحديث حثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على إتقان العمل، وأمر المسلمين بأن يعملوا أعمالهم على أحسن وجه، فإذا كان الاستماع إلى الأغاني مباحًا فإنه يجب على المستمع أن يتقنه، أي أن يستمع إلى الأغاني التي فيها فائدة أو متعة، وأن يبتعد عن الأغاني التي فيها فحش أو غزل أو خلاعة.
الخلاصة
اختلف العلماء في حكم الاستماع إلى الأغاني في رمضان على أقوال، منها القول بأنها حرام، والقول بأنها جائزة بشرط أن تكون خالية من الكلام الفاحش والغزل والخلاعة، والقول بأنها جائزة بشرط أن تكون هادئة وخالية من الكلام الفاحش، وأن لا تؤدي إلى إثارة الشهوة أو تشتيت الذهن عن الصيام والعبادة، وأن لا تُطرب السامع.