مقدمة
كان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام شاعراً مفوّهاً وخطيباً بليغاً، تميز شعره بالفصاحة والبلاغة والعمق، كما تميز بأسلوبه الشعري المتميز الذي جمع بين القوة والنعومة، والجزالة والعذوبة، بالإضافة إلى ذلك كان شعره مليئاً بالحكمة والموعظة.
مواضيع شعر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
1. المدائح النبوية: خصص الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام جزءاً كبيراً من شعره في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والثناء على صفاته الحميدة وأخلاقه العالية، وقد جاء شعره في هذا المجال قوياً ومعبّراً، قال عليه السلام:
طه الرسول المصطفى من هاشم من هاشم ذي المجد والشرف التليد
خير الأنام خير من وطئ الثرى من أول الناس إلى آخر يولد
2. الزهديات: تناول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في شعره الزهد في الدنيا والزهد في ملذاتها، وقد حثّ المسلمين على التخلي عن حب الدنيا والزهد في متاعها الفانية، وقد جاء شعره في هذا المجال عميقاً ومؤثراً، قال عليه السلام:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
وكل لذيذ طاب في القلب مذاقه يخالط حزناً ما صفى قط وابتل
3. الحكم والأمثال: تميز شعر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بكثرة الحكم والأمثال التي تضمّنها، وقد جاءت هذه الحكم والأمثال عميقة ودقيقة، وعكست الحكمة والذكاء الذي تمتع به الإمام علي عليه السلام، قال عليه السلام:
من راعى الناس اتقوه ومن تواضع لهم رفعوه
من حسن خلقه زاد رزقه ومن طاب فعله طاب حسبه
4. البطولات: تناول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في شعره مواقفه البطولية ومعاركه الحربية، وقد جاء شعره في هذا المجال حماسياً وقوياً، وعكس الشجاعة والقوة التي تمتع بها الإمام علي عليه السلام، قال عليه السلام:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابٍ في عرينه أزمجر
أنا الذي قاتلته يوم بدر وشدت عليه تارة وأفجر
5. البكائيات: رثى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في شعره النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفاطمة الزهراء عليه السلام، والحسن والحسين عليهما السلام، وقد جاء شعره في هذا المجال مؤثراً وصادقاً، وعكس الحزن والأسى الذي أحس به الإمام علي عليه السلام لفراق أحبائه، قال عليه السلام:
بكى رسول الله إذ ودع الزهراء وحق له أن يحزن ويجزع
وارتجّ أركان السماء وعزها وظلت على تلك الحال تشيع
6. الغزليات: كتب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بعض الغزليات التي تغزل فيها بزوجته فاطمة الزهراء عليه السلام، وقد جاءت هذه الغزليات رقيقة وصادقة، وعكست الحب الكبير الذي كان يكنّه الإمام علي عليه السلام لزوجته، قال عليه السلام:
أنت الحبيبة والغرام الدائم أنت السعادة والسعادة الدائمة
أنت الشمس التي تضيء حياتي أنت القمر الذي يبدد ليالي
7. الفخر والاعتزاز: افتخر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في شعره بنسبه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبسجله الحافل بالإنجازات والبطولات، وقد جاء شعره في هذا المجال قوياً ومفاخراً، قال عليه السلام:
أنا ابن عم المصطفى وأولهم إسلاماً والأنسب والأعظم
أنا الوصي وأنا الخليفة من بعده وأنا الإمام الذي ينصره
خاتمة
كان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام شاعراً مفوّهاً وخطيباً بليغاً، تميز شعره بالفصاحة والبلاغة والعمق، كما تميز بأسلوبه الشعري المتميز الذي جمع بين القوة والنعومة، والجزالة والعذوبة، بالإضافة إلى ذلك كان شعره مليئاً بالحكمة والموعظة.