المقدمة
البقاء والدوام لله هي عبارة عربية تعني أن الله وحده هو الباقي الدائم، وأن كل شيء آخر في هذا العالم إلى زوال وفناء. هذه العبارة هي أحد الأساسيات التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية، وهي تذكر المسلمين باستمرار أن الدنيا دارٌ فانية وأن الآخرة هي دار الخلود.
إثبات البقاء لله
هناك العديد من الأدلة التي تثبت أن الله وحده هو الباقي الدائم، وأن كل شيء آخر إلى زوال وفناء. ومن أهم هذه الأدلة:
1. دليل العقل: العقل السليم يخبرنا أن كل شيء في هذا العالم له بداية ونهاية. فالشمس والقمر والنجوم جميعها مخلوقات لها بداية، ومنطق العقل يقول إنها إلى زوال وفناء. أما الله فهو وحده الذي لا بداية له ولا نهاية، كما قال تعالى: {هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الحديد: 3).
2. دليل النقل: القرآن الكريم والسنة النبوية مليئان بالنصوص التي تؤكد أن الله وحده هو الباقي الدائم، وأن كل شيء آخر إلى زوال وفناء. ففي القرآن يقول الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} (الرحمن: 26-27). وفي السنة النبوية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الدنيا دارٌ فانية والآخرة دارٌ باقية”.
3. دليل الفطرة: الفطرة السليمة التي فطر الله عليها الناس تخبرهم بأن هناك عالماً آخر غير هذا العالم الفاني. فكل إنسان يحس في أعماقه أنه خالد وسيبقى بعد موته. وهذا دليل على أن هناك حياة أخرى بعد هذه الحياة الدنيا.
البقاء والدوام في القرآن والسنة
وردت عبارة البقاء والدوام لله في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. ومن الآيات التي وردت فيها هذه العبارة قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} (الرحمن: 26-27). وقوله تعالى: {هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الحديد: 3). ومن الأحاديث التي وردت فيها هذه العبارة قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الدنيا دارٌ فانية والآخرة دارٌ باقية”. وقوله صلى الله عليه وسلم: “ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ”.
فضل ذكر البقاء والدوام لله
ذكر البقاء والدوام لله من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى. ومن فضائل ذكر البقاء والدوام لله:
1. يُكسب المسلم الإيمان بالله واليوم الآخر: ذكر البقاء والدوام لله يُذكر المسلم أنه سوف يموت وسيقف بين يدي الله تعالى. وهذا يُكسبه الإيمان بالله واليوم الآخر.
2. يصرف المسلم عن زينة الحياة الدنيا: ذكر البقاء والدوام لله يصرف المسلم عن زينة الحياة الدنيا ومتاعها. ويجعله يدرك أن هذه الدنيا دارٌ فانية وأن الآخرة هي دار الخلود.
3. يُعين المسلم على الصبر على المصائب: ذكر البقاء والدوام لله يُعين المسلم على الصبر على المصائب والابتلاءات. فهو يعلم أن المصائب والابتلاءات من زينة الدنيا الفانية. وأن الصبر عليها يُكسب المسلم الأجر والثواب في الآخرة.
البقاء والدوام لله في العقيدة الإسلامية
يُعدّ البقاء والدوام لله من الأسس التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية. والإيمان به يُعدّ شرطاً من شروط الإيمان الكامل. والإسلام يُحذّر من الغفلة عن ذكر البقاء والدوام لله والانشغال بزينة الحياة الدنيا.
البقاء والدوام لله في حياة المسلم
يجب على المسلم أن يتذكر البقاء والدوام لله في جميع أعماله وأقواله. وأن يجعل هذا الذكر نصب عينيه في كل لحظة. وهذا الذكر يُساعده على إخلاص النية لله تعالى في أعماله وأقواله. ويساعده على الصبر على المصائب والابتلاءات. ويساعده على الاستعداد للقاء الله تعالى في الآخرة.
الخاتمة
البقاء والدوام لله هي حقيقة يجب أن يذكرها المسلم في جميع أعماله وأقواله. وهذا الذكر له فضائل كثيرة تُساعد المسلم على إخلاص النية لله تعالى في أعماله وأقواله. ويساعده على الصبر على المصائب والابتلاءات. ويساعده على الاستعداد للقاء الله تعالى في الآخرة.