الرؤى المبشرة بعد الدعاء
مقدمة
الدعاء عبادة عظيمة، وهو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن، وهو عبادة لا تنقطع، ويجوز الدعاء في أي وقت ومكان، والدعاء مستجاب لا محالة، لكن قد يستجيب الله تعالى الدعاء على الفور، وقد يستجيب الدعاء بعد حين، وقد يدخر الله تعالى استجابة الدعاء إلى يوم القيامة، وقد يصرف الله تعالى الدعاء إلى ما هو خير منه للإنسان، وقد يرد الله تعالى الدعاء فلا يستجيب له، وذلك لمصلحة الإنسان أيضا.
وقد يرى الإنسان بعد دعائه رؤيا مبشرة، وهذه الرؤيا قد تكون من الله تعالى، وقد تكون من الشيطان، وقد تكون من النفس، فإذا رأى الإنسان بعد دعائه رؤيا مبشرة، فعليه أن يتأكد من أنها من الله تعالى، وذلك بأن تكون الرؤيا صالحة، وأن تكون موافقة للشرع، وأن تكون مطابقة للواقع، وأن لا تخالف العقل والمنطق.
علامات الرؤيا المبشرة بعد الدعاء
هناك بعض العلامات التي تدل على أن الرؤيا التي يراها الإنسان بعد دعائه هي رؤيا مبشرة، ومن هذه العلامات:
أن تكون الرؤيا صالحة، أي أنها لا تحتوي على أي شيء محرم أو مكروه.
أن تكون الرؤيا موافقة للشرع، أي أنها لا تتناقض مع أي حكم شرعي.
أن تكون الرؤيا مطابقة للواقع، أي أنها لا تحتوي على أي شيء خيالي أو مستحيل.
أن لا تخالف العقل والمنطق، أي أنها لا تحتوي على أي شيء غير معقول أو غير منطقي.
أن يشعر الإنسان بعد رؤيتها بالراحة والطمأنينة.
أن تدعو الرؤيا إلى الخير والتقوى.
أن تتحقق الرؤيا في الواقع.
أنواع الرؤى المبشرة
هناك أنواع كثيرة من الرؤى المبشرة التي قد يراها الإنسان بعد دعائه، ومن هذه الأنواع:
رؤية الملائكة.
رؤية الأنبياء والرسل.
رؤية الجنة.
رؤية النار.
رؤية الموت.
رؤية القبر.
رؤية القيامة.
الفرق بين الرؤيا المبشرة والرؤيا المكروهة
هناك فرق كبير بين الرؤيا المبشرة والرؤيا المكروهة، فالأولى هي التي تدل على الخير والبركة، والثانية هي التي تدل على الشر والضرر، ومن أهم الفروق بينهما:
الرؤيا المبشرة تكون صالحة وموافقة للشرع، بينما الرؤيا المكروهة تكون فاسدة ومخالفة للشرع.
الرؤيا المبشرة تكون مطابقة للواقع ولا تخالف العقل والمنطق، بينما الرؤيا المكروهة تكون غير مطابقة للواقع وتخالف العقل والمنطق.
الرؤيا المبشرة تدعو إلى الخير والتقوى، بينما الرؤيا المكروهة تدعو إلى الشر والفساد.
الرؤيا المبشرة تشعر الإنسان بالراحة والطمأنينة، بينما الرؤيا المكروهة تشعر الإنسان بالقلق والاضطراب.
كيفية التعامل مع الرؤى المبشرة
إذا رأى الإنسان بعد دعائه رؤيا مبشرة، فعليه أن يتبع الخطوات التالية:
أن يحمد الله تعالى على هذه الرؤيا، وأن يشكره على نعمه الظاهرة والباطنة.
أن يتأكد من أن الرؤيا التي رآها هي رؤيا مبشرة، وذلك من خلال العلامات التي ذكرناها سابقا.
أن يقص الرؤيا على شخص صالح أو عالم دين، وذلك ليتأكد من تفسيرها الصحيح.
أن يتفأل بالرؤيا، وأن يعتقد أنها بشرى خير له.
أن يعمل على تحقيق الرؤيا في الواقع، وأن يسعى إلى الوصول إلى ما بشر به فيها.
كيفية التعامل مع الرؤى المكروهة
إذا رأى الإنسان بعد دعائه رؤيا مكروهة، فعليه أن يتبع الخطوات التالية:
أن يستعيذ بالله تعالى من شر الرؤيا، ومن شر الشيطان الرجيم.
أن يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويقول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”.
أن لا يقص الرؤيا على أحد، حتى لا يجعلها الشيطان وسيلة لإحزانه وتكديره.
أن يتفائل بالخير، وأن يعتقد أن الرؤيا المكروهة قد تكون كفارة لذنوبه.
أن يدعو الله تعالى أن يصرف عنه شر الرؤيا، وأن يبدلها برؤيا صالحة.
خاتمة
الرؤى المبشرة بعد الدعاء هي من نعم الله تعالى على عباده، وهي بشارة خير لهم، وهي تدل على أن الله تعالى قريب منهم، وأنه يستجيب لدعائهم، ولكن يجب على الإنسان أن لا يعتمد على الرؤى في حياته، وأن لا يجعلها بديلا عن العمل والاجتهاد، وأن لا يتكل عليها في تحقيق أهدافه، وإنما عليه أن يسعى ويبذل الجهد، وأن يترك النتيجة لله تعالى.