الرد على من قال عيدكم مبارك
مقدمة
تعتبر مسألة الرد على من قال عيدكم مبارك من المسائل التي أثارت جدلاً واسعًا على مر التاريخ، ولا تزال إلى يومنا هذا موضع خلاف بين العلماء والفقهاء، حيث يرى البعض أنه لا يجوز الرد على من قال عيدكم مبارك، مستندين في ذلك إلى أحاديث نبوية صحيحة، بينما يرى آخرون أنه يجوز الرد على من قال عيدكم مبارك، مستندين في ذلك إلى أحاديث نبوية أخرى وأقوال الصحابة والتابعين.
أسباب عدم جواز الرد على من قال عيدكم مبارك
ورد في بعض الأحاديث النبوية الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تهنئة المشركين بأعيادهم، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “دخل عليّ أبو بكر وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فقال: يا عائشة، أفي بيت النبي صلى الله عليه وسلم مزمار الشيطان؟ قالت: قلت: يا أبت، هما تغنيان بغناء بعاث، قال: دعهما، فإنه يوم عيد”.
يعتبر يوم عيد المسلمين هو يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى، لذا ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وذلك لأنهم يعبدون غير الله، واعيادهم مرتبطة بشركياتهم وكفرهم.
جواز الرد على من قال عيدكم مبارك
ورد في بعض الأحاديث النبوية الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم رد على من قال له عيدكم مبارك، ومن ذلك ما رواه أبو داود في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفد ثقيف، فلما انصرفوا قالوا: يا رسول الله، عيدك مبارك. فرد عليهم: وعيدكم مبارك”.
كما ذكر في بعض الروايات أن الصحابة والتابعين كانوا يردون على من قال لهم عيدكم مبارك، ومن ذلك ما رواه ابن حجر الهيتمي في كتابه “الفتاوى الكبرى” عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لليهود: “عيدكم مبارك”.
حكم من قال عيدكم مبارك للمسلمين
ذهب بعض العلماء والفقهاء إلى أن من قال عيدكم مبارك للمسلمين لا حرج عليه، وذلك لأن هذه العبارة لا تعد من التهنئة بأعياد الكفار، فهي مجرد دعاء للمسلمين بأن يحفظهم ويديم عليهم عيدهم.
يرى بعض العلماء أنه لا حرج على المسلم أن يرد على من قال له عيدكم مبارك، وذلك لأن هذه العبارة تعد من أدب التعامل الإسلامي، وهي تدل على حسن أخلاق المسلم وتسامحه مع الآخرين.
حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
اتفق العلماء والفقهاء بالإجماع على أنه لا يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وذلك لأن أعيادهم مرتبطة بدياناتهم وكفرهم، ومن تهنئتهم بها يكون قد أعانهم على الكفر وشركهم.
لكن أجاز بعض الفقهاء تهنئة غير المسلمين بأعيادهم إذا كان ذلك من باب حسن الجوار أو الدعوة إلى الإسلام، بشرط ألا تصحب هذه التهنئة بعبارات تهنئة بأعيادهم أو معايدتهم بها.
حكم قبول تهنئة غير المسلمين بالعيد
ذهب بعض العلماء والفقهاء إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يقبل تهنئة غير المسلمين بالعيد، وذلك لأن هذه التهنئة تعد من التهنئة بأعياد الكفار، وهي محرمة شرعاً.
يجب على المسلم أن يرفض تهنئة غير المسلمين بالعيد، وأن لا يرد عليهم إلا بعبارات مثل “وجزاكم الله خيراً” أو “بارك الله فيكم”.
أفضل الطرق للرد على من قال عيدكم مبارك
يعتبر أفضل الطرق للرد على من قال عيدكم مبارك هي الرد عليه بعبارات الدعاء له، مثل: “تقبل الله منا ومنكم” أو “بارك الله في عيدكم وعيدنا”.
كما يمكن الرد على من قال عيدكم مبارك بعبارات الشكر له، مثل: “شكراً جزيلاً لكم” أو “سعدنا جداً بتلقي تهنئتكم”.
خاتمة
وفي الختام، نود أن نؤكد على أن مسألة الرد على من قال عيدكم مبارك هي مسألة خلافية بين العلماء والفقهاء، ولا يوجد رأي واحد يجمع بين الجميع، ولكل عالم رأيه الخاص في هذه المسألة، إلا أننا ننصح المسلمين بالابتعاد عن الخلافات والجدل في مثل هذه المسائل، وأن يتعاملوا مع غير المسلمين بحسن الخلق والتسامح، وأن لا يقبلوا تهنئتهم بأعيادهم، وأن يردوا عليهم فقط بعبارات الدعاء لهم بالخير.