المقدمة
إن العوض من الله تعالى هو تعويض الله لعبده عن المصائب والشدائد التي تصيبه في الدنيا، وقد يكون هذا العوض في الدنيا أو في الآخرة، وقد يكون العوض في الدنيا بأن يرزقه الله من حيث لا يحتسب، أو بأن يرفع عنه البلاء، أو بأن يبدله خيراً مما أصابه، وقد يكون العوض في الآخرة بأن يثيبه الله على صبره واحتسابه، ويدخله الجنة التي هي دار النعيم المقيم.
الأسس الحاكمة للعوض من الله
1. العدل الإلهي: العوض من الله تعالى هو أحد أشكال العدل الإلهي، حيث أن الله تعالى لا يظلم أحدًا، فإن أصاب العبد مصيبة أو مكروه، فلا بد أن يعوضه عنها في الدنيا أو في الآخرة.
2. الحكمة الإلهية: إن العوض من الله تعالى هو أحد مظاهر الحكمة الإلهية، فالله تعالى لا يفعل شيئًا عبثًا، ولا يبتلي عباده إلا لحكمة بالغة، وقد تكون هذه الحكمة هي امتحان العبد واختبار صبره واحتسابه، أو رفعة درجته عند الله تعالى، أو تكفير ذنوبه، أو غير ذلك من الحكم التي يعلمها الله تعالى وحده.
3. رحمة الله تعالى: إن العوض من الله تعالى هو أحد مظاهر رحمة الله تعالى بعباده، فالله تعالى رؤوف رحيم بع عباده، لا يريد لهم الضيق أو المشقة، فإن أصابهم مكروه أو مصيبة، فإنه يعوضهم عنها برحمته ولطفه.
أنواع العوض من الله تعالى
1. العوض المادي: ويكون هذا العوض في الدنيا، بأن يرزق الله تعالى العبد من حيث لا يحتسب، أو بأن يرفع عنه البلاء، أو بأن يبدله خيراً مما أصابه.
2. العوض المعنوي: ويكون هذا العوض في الآخرة، بأن يثيبه الله تعالى على صبره واحتسابه، ويدخله الجنة التي هي دار النعيم المقيم.
3. العوض المادي والمعنوي: ويكون هذا العوض في الدنيا والآخرة، بأن يرزق الله تعالى العبد من حيث لا يحتسب، ويرفع عنه البلاء، ويبدله خيراً مما أصابه، ويثيبه في الآخرة على صبره واحتسابه، ويدخله الجنة.
حالات العوض من الله تعالى
1. عوض المصائب: يعوض الله تعالى عباده عن المصائب التي تصيبهم في الدنيا، وقد يكون هذا العوض في الدنيا أو في الآخرة.
2. عوض البلاء: يعوض الله تعالى عباده عن البلاء الذي يصيبهم في الدنيا، وقد يكون هذا العوض في الدنيا أو في الآخرة.
3. عوض المرض: يعوض الله تعالى عباده عن المرض الذي يصيبهم في الدنيا، وقد يكون هذا العوض في الدنيا أو في الآخرة.
4. عوض الفقر: يعوض الله تعالى عباده عن الفقر الذي يصيبهم في الدنيا، وقد يكون هذا العوض في الدنيا أو في الآخرة.
5. عوض الظلم: يعوض الله تعالى عباده عن الظلم الذي يلحق بهم في الدنيا، وقد يكون هذا العوض في الدنيا أو في الآخرة.
أمثلة على العوض من الله تعالى
1. قصة نبي الله أيوب عليه السلام: ابتلي نبي الله أيوب عليه السلام بمصائب كثيرة، منها المرض وفقدان المال والأولاد، ولكن الله تعالى عوضه عن ذلك كله في آخر حياته، بأن أعطاه مالاً وولداً وأهلاً أكثر مما كان له من قبل.
2. قصة نبي الله يوسف عليه السلام: ابتلي نبي الله يوسف عليه السلام بمحن كثيرة، منها السجن والظلم والهجر، ولكن الله تعالى عوضه عن ذلك كله في آخر حياته، بأن جعله عزيز مصر وأعلى درجته.
3. قصة نبي الله موسى عليه السلام: ابتلي نبي الله موسى عليه السلام بمصاعب كثيرة، منها الخوف من فرعون وقومه، والتنقل من مكان إلى آخر، ولكن الله تعالى عوضه عن ذلك كله في آخر حياته، بأن جعله نبياً ورسولاً، وأيده بالمعجزات والنصر على أعدائه.
الفرق بين العوض من الله تعالى والابتلاء
1. العوض من الله تعالى هو تعويض الله لعبده عن المصائب والشدائد التي تصيبه في الدنيا، أما الابتلاء فهو اختبار الله تعالى لعبده، وامتحانه في صبره واحتسابه.
2. العوض من الله تعالى يكون في الدنيا أو في الآخرة، أما الابتلاء فيكون في الدنيا فقط.
3. العوض من الله تعالى هو رحمة من الله تعالى بعباده، أما الابتلاء فهو ابتلاء من الله تعالى لعباده، واختبار لهم في صبرهم واحتسابهم.
الخاتمة
إن العوض من الله تعالى هو أحد مظاهر عدل الله تعالى وحكمته ورحمته بعباده، فالله تعالى لا يظلم أحدًا، ولا يبتلي عباده إلا لحكمة بالغة، فإن أصاب العبد مصيبة أو مكروه، فلا بد أن يعوضه عنها في الدنيا أو في الآخرة، وقد يكون العوض في الدنيا بأن يرزقه الله من حيث لا يحتسب، أو بأن يرفع عنه البلاء، أو بأن يبدله خيراً مما أصابه، وقد يكون العوض في الآخرة بأن يثيبه الله على صبره واحتسابه، ويدخله الجنة التي هي دار النعيم المقيم.