الفرق بين السين وسوف في القرآن

الفرق بين السين وسوف في القرآن

الفرق بين السين وسوف في القرآن الكريم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،

فإن هذين الحرفين قد وردا في القرآن الكريم كثيرًا، وقد اختلف المفسرون في الفرق بينهما، فمنهم من ذهب إلى أن السين تفيد القرب وسوف تفيد البعد، ومنهم من ذهب إلى أن السين تفيد التحقيق وسوف تفيد التوقع، ومنهم من ذهب إلى أن السين تفيد الأمر وسوف تفيد الوعد، وهناك أقوال أخرى كثيرة، وسوف نستعرض هذه الأقوال بالتفصيل في هذا المقال.

الفرق بين السين وسوف في القرآن الكريم:

1. السين وسوف للاستقبال:

– إذا وقعت السين مع فعل مضارع مبني للمعلوم، فإنها تفيد الاستقبال القريب، أي أن الفعل سيقع قريبًا، قال تعالى: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾ [الأنعام: 148]، فالفعل “سيقول” يدل على أن قول المشركين سيكون قريبًا.

– إذا وقعت سوف مع فعل مضارع مبني للمعلوم، فإنها تفيد الاستقبال البعيد، أي أن الفعل سيقع بعد فترة طويلة، قال تعالى: ﴿وَسَوْفَ يُحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا وَلَقَدْ قَالُوهُ﴾ [التوبة: 74]، فالفعل “سيحلفون” يدل على أن حلف المشركين سيكون بعد فترة طويلة.

2. السين وسوف مع الماضي:

– إذا وقعت السين مع فعل ماضٍ، فإنها تفيد الاستقبال بالنسبة للماضي، أي أنها تدل على أن الفعل كان سيقع في المستقبل، قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لَزَاغَتْ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: 24]، فالفعل “لزاغت” يدل على أن قلب زليخا كان سيزيغ في المستقبل لو لم يثبته الله تعالى، وكذلك الفعل “وهمت” يدل على أن زليخا كانت ستهم بيوسف لو لم يرها برهان ربه.

– إذا وقعت سوف مع فعل ماضٍ، فإنها تفيد التحقيق بالنسبة للماضي، أي أنها تدل على أن الفعل قد وقع بالفعل في الماضي، قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ صَرَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ لَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ وَلَقَدْ صَرَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَإِنَّهُمْ لَيَعُودُونَ إِلَى مَا نُهُوا عَنْهُ﴾ [الشعراء: 104-105]، فالفعل “صرف” يدل على أن الله تعالى قد صرف العذاب عن المشركين في الماضي، وكذلك الفعل “يعودون” يدل على أن المشركين قد عادوا إلى ما نهاهم الله عنه في الماضي.

3. السين وسوف مع الطلب:

– إذا وقعت السين مع فعل أمر، فإنها تفيد الحث على الفعل، أي أنها تدل على أن الفاعل يجب أن يفعل الفعل، قال تعالى: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ [هود: 3]، فالفعل “استغفروا” يدل على أن المؤمنين يجب أن يستغفروا ربهم، وكذلك الفعل “توبوا” يدل على أن المؤمنين يجب أن يتوبوا إلى ربهم.

– إذا وقعت سوف مع فعل أمر، فإنها تفيد الوعد بالفعل، أي أنها تدل على أن الفاعل سيفعل الفعل، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا﴾ [النحل: 91]، فالفعل “وأوفوا” يدل على أن المؤمنين سيفون بعهد الله تعالى، وكذلك الفعل “ولا تنقضوا” يدل على أن المؤمنين لن ينقضوا الأيمان بعد توكيدها.

4. السين وسوف مع الخبر:

– إذا وقعت السين مع اسم جامد، فإنها تفيد الاستقبال القريب، أي أن الاسم الجامد سيدل على شيء سيقع قريبًا، قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ﴾ [الأنبياء: 1]، فالاسم الجامد “الساعة” يدل على أن الساعة ستأتي قريبًا.

– إذا وقعت سوف مع اسم جامد، فإنها تفيد الاستقبال البعيد، أي أن الاسم الجامد سيدل على شيء سيقع بعد فترة طويلة، قال تعالى: ﴿وَسَوْفَ تُحَدِّثُونَ بِأَخْبَارِهِمْ﴾ [آل عمران: 176]، فالاسم الجامد “أخبارهم” يدل على أن المؤمنين سيحدثون بأخبار المشركين بعد فترة طويلة.

5. السين وسوف مع الشرط:

– إذا وقعت السين مع الجملة الشرطية، فإنها تفيد الاستقبال بالنسبة للشرط، أي أنها تدل على أن الشرط سيقع في المستقبل، قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة: 5]، فالجملة الشرطية “إن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة” تدل على أن المشركين إذا تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فسوف يخلوا سبيلهم.

– إذا وقعت سوف مع الجملة الشرطية، فإنها تفيد الاستقبال بالنسبة للجزاء، أي أنها تدل على أن الجزاء سيقع في المستقبل، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾ [الإسراء: 19]، فالجملة الشرطية “ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن” تدل على أن من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فسوف يكون سعيه مشكورًا.

6. السين وسوف مع الاستفهام:

– إذا وقعت السين مع الجملة الاستفهامية، فإنها تفيد الاستقبال بالنسبة للاستفهام، أي أنها تدل على أن الاستفهام سيكون عن شيء سيقع في المستقبل، قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ [الإسراء: 51]، فالجملة الاستفهامية “متى هو” تدل على أن المشركين يسألون عن موعد قيام الساعة، وهذا السؤال يدل على أن قيام الساعة سيكون في المستقبل.

– إذا وقعت سوف مع الجملة الاستفهامية، فإنها تفيد الاستقبال بالنسبة للإجابة، أي أنها تدل على أن الإجابة ستكون عن شيء سيقع في المستقبل، قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُ

أضف تعليق