مقدمة
“اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي” دعاءٌ يردده المسلمون في صلاتهم ودعواتهم، وهو دعاء عظيم القدر، له معانٍ ودلالات عميقة، ففيه طلب الهداية والرشد من الله تعالى، وفيه استعاذة بالله من شر النفس.
1. أهمية الدعاء
يُعد الدعاء من أهم العبادات التي أمرنا بها الله تعالى، فهو وسيلة للتواصل مع الله تعالى، وطلب حاجاتنا منه، والدعاء بالرشد والهداية من الأمور العظيمة التي يجب أن يحرص عليها المسلم، لأنها تعينه على اتباع الحق، وتجنب الباطل.
– فضل الدعاء:
– الدعاء من أعظم العبادات، وقد حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: “الدعاء هو العبادة”.
– الدعاء يغير القدر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله وألحوا، فإن الله يحب الملحين”.
– الدعاء سبب لدخول الجنة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مفتاح الجنة”.
– آداب الدعاء:
– أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، ولا يُشرك به أحدًا.
– أن يكون الدعاء بقلب حاضر، وخشوع وطمأنينة.
– أن يكون الدعاء بلسان عربي فصيح، أو بما يفهمه الداعي.
– أن يكون الدعاء بالدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
– أن يكون الدعاء بصوت منخفض، ولا يُرفع الصوت بالدعاء.
– أن يُلح الداعي في دعائه، ولا ييأس من إجابة الله تعالى.
– شروط استجابة الدعاء:
– أن يكون الداعي على طهارة.
– أن يكون الداعي متوجهًا إلى القبلة.
– أن يكون الداعي رافعًا يديه إلى السماء.
– أن يكون الداعي مستقبلًا القبلة.
– أن يكون الداعي مستقبلًا القبلة.
– أن يكون الداعي ذايقين باستجابة دعائه.
2. معنى الهداية والرشد
الهداية لغةً: هي الإرشاد والدلالة على الطريق الصحيح، أما الهداية اصطلاحًا: فهي توفيق الله تعالى لعبده للوصول إلى الحق والعمل به، وهي من أعظم نعم الله تعالى على عباده، لأنها سبب نجاتهم في الدنيا والآخرة.
الرشد لغةً: هو الصواب والاستقامة، أما الرشد اصطلاحًا: فهو اتباع الحق والعمل به، واجتناب الباطل والبعد عنه، وهو من أعظم الأمور التي يجب أن يحرص عليها المسلم، لأنها سبب سعادته في الدنيا والآخرة.
– فضل الهداية والرشد:
– الهداية والرشد من أعظم نعم الله تعالى على عباده، لأنها سبب نجاتهم في الدنيا والآخرة.
– الهداية والرشد سبب لسعادة المسلم في الدنيا والآخرة.
– الهداية والرشد سبب لدخول الجنة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من اهتدى به الله فهو مهتد، ومن أضل الله فهو مضل”.
– أسباب الهداية والرشد:
– الإيمان بالله تعالى ورسله.
– اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
– ملازمة العلماء والصلحاء.
– الدعاء إلى الله تعالى بالهداية والرشد.
– قراءة القرآن الكريم وتدبره.
– ذكر الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات.
– علامات الهداية والرشد:
– حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
– اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
– ملازمة العلماء والصلحاء.
– الدعاء إلى الله تعالى بالهداية والرشد.
– قراءة القرآن الكريم وتدبره.
– ذكر الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات.
3. شر النفس
النفس لغةً: هي الروح، أما النفس اصطلاحًا: فهي مجموعة الصفات والغرائز التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وهي مصدر الخير والشر في الإنسان، فالنفس قد تدفعه إلى الخير والطاعة، وقد تدفعه إلى الشر والمعصية.
شر النفس: هو ما تدعو إليه النفس من شرور ومعاصي، وهو عدو الإنسان اللدود، لأنه يسعى إلى إغوائه وإضلاله، ودفعه إلى ارتكاب المعاصي والآثام.
– أسباب شر النفس:
– الجهل: الجهل بالدين والشرع من أهم أسباب شر النفس، لأنه يجعل الإنسان لا يعلم ما يحل له وما يحرم عليه، فيقع في المعاصي والآثام.
– الهوى: اتباع الهوى والشهوات من أهم أسباب شر النفس، لأنه يجعل الإنسان يتبع رغباته وشهواته، دون أن يلتفت إلى عواقبها.
– مظاهر شر النفس:
الكبر: هو تعاظم الإنسان على غيره، والشعور بأنه أفضل منهم.
الحسد: هو تمني زوال النعمة عن الآخرين.
الظلم: هو وضع الشيء في غير موضعه.
العدوان: هو التعدي على حقوق الآخرين.
السرقة: هو أخذ مال الغير دون رضاه.
4. الاستعاذة بالله من شر النفس
الاستعاذة بالله من شر النفس: هي طلب العون والحماية من الله تعالى من شر النفس ووساوسها، وهي من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها المسلم، لأن النفس أمارة بالسوء، وقد تدفعه إلى ارتكاب المعاصي والآثام.
– فضل الاستعاذة بالله من شر النفس:
الاستعاذة بالله من شر النفس من أعظم العبادات، وقد حثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: “تعوذوا بالله من شرور أنفسكم”.
الاستعاذة بالله من شر النفس سبب لدخول الجنة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من تعوذ بالله من شر نفسه دخل الجنة”.
– آداب الاستعاذة بالله من شر النفس:
أن تكون الاستعاذة بالله من شر النفس خالصة لله تعالى، ولا يُشرك به أحدًا.
أن تكون الاستعاذة بالله من شر النفس بقلب حاضر، وخشوع وطمأنينة.
أن تكون الاستعاذة بالله من شر النفس بلسان عربي فصيح، أو بما يفهمه الداعي.
أن تكون الاستعاذة بالله من شر النفس بالدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أن تكون الاستعاذة بالله من شر النفس بصوت منخفض، ولا يُرفع الصوت بالاستعاذة.
أن يُلح الداعي في استعادته بالله من شر النفس، ولا ييأس من إجابة الله تعالى.
– كيفية الاستعاذة بالله من شر النفس:
أعوذ بالله من شر نفسي وشر الشيطان الرجيم.
أعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون.
أعوذ بالله من نفسي الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم.
5. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرشد
كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء بالرشد والهداية، ومن أشهر أدعيته في ذلك: “اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي”.
– معنى الدعاء:
اللهم: يا الله.
ألهمني: أرشدني.
رشدي: صوابي.
وقني: احفظني.
شر نفسي: من شر نفسي الأمارة بالسوء.
– فضل الدعاء:
الرشد من أعظم نعم الله تعالى على عباده، وهو سبب نجاتهم في الدنيا والآخرة.
شر النفس من أعظم أعداء الإنسان، وهو سبب ضلالته وهلاكه.
– كيفية الدعاء:
يُسن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في صلاته ودعواته، وأن يُلح في دعائه، ولا ييأس من إجابة الله تعالى.
6. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة من شر النفس
كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء بالسلامة من شر النفس، ومن أشهر أدعيته في ذلك: “اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان الرجيم”.
– معنى الدعاء:
اللهم: يا الله.
إني أعوذ بك: أطلب حمايتك.
من شر نفسي: من شر نفسي الأمارة بالسوء.
ومن شر الشيطان الرجيم: ومن شر الشيطان الرجيم.