اللهم إني أسألك فعل الخيرات:
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: “اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون”.
ويدل هذا الدعاء العظيم على حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على فعل الخيرات وترك المنكرات، وعلى محبته للمساكين، وعلى خوفه من الفتن.
فعل الخيرات:
فعل الخيرات من أفضل الأعمال التي يحبها الله -تعالى- ويرضى عنها، وقد حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على فعل الخيرات في أحاديث كثيرة، منها قوله: “الخير عادة، وإنما يعتاده من تعوده”، وقوله: “من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده”.
والمقصود بفعل الخيرات هو كل ما أمر الله -تعالى- به مما فيه خير للفرد والمجتمع، مثل الصدقة، والإحسان إلى الوالدين، وصلة الرحم، والبر بالجار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم، والدعوة إلى الإسلام، وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
ترك المنكرات:
ترك المنكرات من الواجبات التي أمرنا الله -تعالى- بها ونهانا عن فعلها، وقد حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من فعل المنكرات في أحاديث كثيرة، منها قوله: “من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه”، وقوله: “من ترك معصية لله أعزه الله بنصر من عنده”.
والمقصود بترك المنكرات هو كل ما نهى الله -تعالى- عنه مما فيه ضرر أو فساد للفرد والمجتمع، مثل الكذب، والغيبة، والنميمة، والسرقة، والزنا، وشرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وغير ذلك من المحرمات.
حب المساكين:
حب المساكين من صفات المؤمنين الصادقين، وقد حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على حب المساكين في أحاديث كثيرة، منها قوله: “أحبوا المساكين تقر أعينكم يوم القيامة”، وقوله: “من عال مسكينًا ضامنًا له كنت أنا وزيره في الجنة”.
والمقصود بحب المساكين هو أن نحبهم في الله -تعالى- ونرحم حالهم ونحسن إليهم بالقول والفعل، ونساعدهم على قضاء حوائجهم، وندعو لهم بالخير.
الفتن:
الفتنة هي كل ما يوقع بين الناس العداوة والبغضاء والشقاق، وقد حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من الفتن في أحاديث كثيرة، منها قوله: “إياكم والفتن، فإن الفتن أشد من القتل”، وقوله: “الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها”.
والمقصود بالفتن هنا الفتن التي تحدث بين المسلمين، والتي تؤدي إلى الفرقة والنزاع والشقاق، مثل الفتن السياسية والفتن الدينية والفتن العرقية وغيرها.
الدعاء بقبض الروح:
الدعاء بقبض الروح عند نزول الفتن هو من علامات حسن الخاتمة، وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الدعاء في أحاديث كثيرة، منها قوله: “اللهم إني أسألك حسن الخاتمة”، وقوله: “اللهم إني أعوذ بك من موت الفجأة”.
والمقصود بقبض الروح هنا هو موت الإنسان على الإسلام وعلى التوحيد، وموت الإنسان محسنًا تقيًا صالحًا.
الخاتمة:
نسأل الله -تعالى- أن يوفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأن يجعلنا من الذين يحبون المساكين ويحسنون إليهم، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا حسن الخاتمة.