اللهم إني عبدك ابن عبدك
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن الدعاء من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وهو من أعظم الوسائل لقضاء الحوائج، وتحقيق الأمنيات، وفك الكروب، ودفع البلاء. والدعاء هو نوع من العبادة، وهو مناجاة الله عز وجل، والتضرع إليه، وطلب العون والرحمة منه. وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الدعاء، فقال: “ادعوني أستجب لكم” [غافر: 60]، وقال سبحانه: “وإذا سألك عبادي عني، فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان” [البقرة: 186].
وقد ورد في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تحث على الدعاء، وتبين فضله وأهميته، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء هو العبادة” [الترمذي: 2969]. وروى ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض” [ابن ماجه: 3828].
وللدعاء آداب وشروط يجب مراعاتها حتى يكون مقبولاً عند الله تعالى، منها:
1- الإخلاص لله تعالى: أي أن يكون الدعاء خالصًا لله وحده لا شريك له، وأن لا يقصد به غير الله تعالى.
2- اليقين والإيمان: أي أن يكون الداعي موقناً بأن الله تعالى قادر على تحقيق دعائه، وأنه سيستجيب له.
3- الحضور والتدبر: أي أن يكون الداعي حاضر القلب، متدبراً لما يقول، لا يدعو وهو ساهٍ أو غافل.
4- الخشوع والتضرع: أي أن يكون الداعي خاشعًا متضرعًا إلى الله تعالى، لا يستكبر ولا يتكبر عليه.
5- رفع اليدين: من السنة رفع اليدين عند الدعاء، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
6- الدعاء بصوت حسن: أي أن يكون الداعي حسن الصوت، لا يجهر بالدعاء ولا يخفيه.
7- الدعاء في أوقات الإجابة: من السنة الدعاء في أوقات الإجابة، ومنها: الثلث الأخير من الليل، وعند السحر، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلاة المكتوبة، وفي يوم الجمعة.
8- الدعاء بالأدعية المأثورة: ورد في السنة النبوية المطهرة أدعية كثيرة مأثورة، ومن السنة الدعاء بها، مثل دعاء الاستفتاح، ودعاء القنوت، ودعاء السفر، ودعاء الصباح والمساء.
9- عدم اليأس من الدعاء: من السنة عدم اليأس من الدعاء، والإلحاح فيه، فربما يستجيب الله تعالى لدعوة الداعي بعد حين.
10- الدعاء بالمغفرة والرحمة: من السنة الدعاء بالمغفرة والرحمة، وذلك لأن الجميع معرض للخطأ والذنب، ومن السنة الدعاء للمسلمين جميعاً.
الخاتمة:
الدعاء من أعظم العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وهو من أعظم الوسائل لقضاء الحوائج، وتحقيق الأمنيات، وفك الكروب، ودفع البلاء. وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الدعاء، وقال سبحانه: “ادعوني أستجب لكم” [غافر: 60]، وقال سبحانه: “وإذا سألك عبادي عني، فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان” [البقرة: 186]. وللدعاء آداب وشروط يجب مراعاتها حتى يكون مقبولاً عند الله تعالى، منها: الإخلاص لله تعالى، واليقين والإيمان، والحضور والتدبر، والخشوع والتضرع، ورفع اليدين، والدعاء بصوت حسن، والدعاء في أوقات الإجابة، والدعاء بالأدعية المأثورة، وعدم اليأس من الدعاء، والدعاء بالمغفرة والرحمة، والدعاء للمسلمين جميعاً.