اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ مَوَالِيد السَّعَادَةِ: دعاء يَحمِل في طَيَّاته الكثير من المُنَاجَاة والتَّضرُّع إلى الله -تعالى- أن يَجعَل المَولُود الجَدِيد من مواليد السَّعَادة والفَلَاح، وأن يُنَشِئَه على طاعته ومَحَبَّته، وأن يُسَخِّر له كُلَّ أسباب السَّعَادة في دُنياه وآخرته.
مفهوم السعادة:
السَّعادةُ هي حالةٌ من الرِّضَا القَلْبِي والتَّناغُم مع النَّفس ومع العالم الخارجي، والسَّعي إلى تحقيقها هو غَاِيةٌ مُشترَكة بين كلِّ النَّاس، يَسعَى إليها كُلٌّ بِحَسَبِ طَريقته واعتِقاداته، وهي حالةٌ يُحَاوِل النَّاس الوصول إليها طوال حَياتِهم، كما يُمكن اعتبار السَّعادة هدفًا نهائيًا في حياة الفرد، ولكنَّه يَصعُب تحديده أو الاقتِراب من تعريفه على نحو مُرضٍ، والسَّعادة هي غَايَةٌ في حدِّ ذَاتِها وليست وسيلةً لتحقيق أي غايةٍ أخرى، وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر في السعادة، منها: الصحة، والأسرة، والأصدقاء، والعمل، والمال، والنجاح، والإنجاز، والعلاقات الاجتماعية، والظروف المعيشية، وغيرها.
أهمية الدعاء للمولود الجديد:
-الدُّعاء للمولود الجديد من أهمِّ العبادات التي يَفيض بها قلب الوالدين، والدُّعاء للمولود يَستجيب له اللهُ -تعالى-، خاصةً إذا كان الدُّعاء بظهر الغيب، كما أنَّ الدُّعاء للمولود يُعَوِّده على اللُّجوء إلى الله ومُناجاته، ويُقَرِّبه من رَبِّه، كما أنَّه يَجعله يَشعر بالطمأنينة والأمان.
-الدُّعاء للمولود الجديد يساعد في تكوين شخصيَّته واكتساب الأخلاق الحسنة، وشخصيَّة المسلم تُبنى وتَتَشكَّل منذ الصِّغَر، والدُّعاء للمولود يَشتَمل على الأخلاق الحسنة والسلوك الطيِّب، ويُساعد على تَوجِيه المولود الجديد إلى الخير والصَّواب، كما أنَّه يُعزِّز من ثقته بنَفسه ويجعله أكثر إيمانًا بقدراته.
-الدُّعاء للمولود الجديد يَجعله أكثر تقرُّبًا إلى اللهِ -تعالى-، كما أنَّه يَجعل المولود الجديد أكثر استقامةً والتزامًا، ويُعزِّز من علاقته برَبِّه، ويُبعده عن كلِّ ما يَضُرُّ به أو يُلحق به الأذى، كما أنَّه يَجعله يَشعُر بالأمان والحماية، ويُقوِّي إيمانه بالله -تعالى-، ويُعزِّز من ثقته بنفسه.
أدعية للمولود الجديد:
– اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
– اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ أَحْبَّائِكَ الْمُقَرَّبِينَ.
– اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ أَوْلِيَائِكَ الْمُتَّقِينَ.
– اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ حَمَلَةِ قُرْآنِكَ الْكَرِيمِ.
– اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ حُفَّاظِ سُنَّتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
– اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ دُعَاةِ الْإِسْلَامِ وَالدَّاعِينَ إِلَيْهِ.
– اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ الْمُبَشِّرِينَ بِالْجَنَّةِ.
آداب الدعاء للمولود الجديد:
الدُّعاء للمولود الجَدِيد آدابٌ وَضَعَها النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ويَجب علينا جميعًا الالتِزام بها حتى يَستجيب اللهُ -تعالى- لدُعائِنا، وهي كالتالي:
– أن يكون الدُّعاء خالصًا من الرِّياء والشُّرك، وخالصًا لله -تعالى- فقط، وأن يكون الدَّاعي متضرِّعًا ومتذلِّلًا لربه، مُدرِكًا لِعَظَمته وجَلاله.
– أن يُقال الدُّعاء بلسانٍ فَصِيحٍ وبكلماتٍ مُنتَقَاةٍ، وأن يُقال بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ وخشوعٍ، وأن يُقال في مَوَاقِيتَ الإِجابة، مثل الثُّلُثِ الأخير من اللَّيْل، ويَوم الجمعة، وعند الأذان، وبعد الصَّلاة، وعند السَّجُود.
– أن يُقال الدُّعاء بِحُضُور القلب والتَّفكُّر في مَعَاني الكلمات التي تُقال، وأن يَكون الدَّاعي مُوقِنًا بالإجابة، وأن لا يَستَعجِل في الإجابة، وأن يُكرِّر الدُّعاء كثيرًا.
كيف تُنشئ طفلك على السعادة:
– تتبَّع الأشياء التي تُسَعِد طفلك، مثل وقت اللَّعب مع الأصدقاء، أو القراءة، أو مشاهدة الرسوم المُتحرِّكة، واشجَعه دائمًا على الاهتمام بها، وتحاشى الأشياء التي تُغضِبه أو تُزعِجه قدر الإمكان.
– أشعِر طفلك أنَّه محبوبٌ، وذلك من خلال إظهار مَشاعِرِك تجاهه بالكلمات والأفعال، امنَحه العناق والقبلات، وقل له إنَّك تُحِبُّه، وأقضِ معه وقتًا ممتعًا.
– ضَع حدودًا واضحة وقواعد لطفلك، واشرح له أهميَّة هذه القواعد، وكن حازِمًا في تطبيقها، سيساعد هذا طفلك على الشعور بالأمان والاستقرار، ويَجعله أكثر قدرةً على اتخاذ القرارات السليمة.
– شجِّع طفلك على تكوين صداقاتٍ إيجابية، ستساعد الصداقات الجيدة طفلك على الشعور بالسعادة والانتِماء، ويمكن أن تُقدِّم له الدَّعم العاطفي عند الحاجة.
– علِّم طفلك مهارات التأقُّل والاسترخاء، يمكن أن تساعد هذه المهارات طفلك على التَّعامل مع الضَّغوط والإجهاد، وتُحسِّن مزاجه.
خاتمة:
الدُّعاء للمولود الجَدِيد من أهمِّ العبادات التي يَفيض بها قلب الوالدين، والدُّعاء للمولود يَستجيب له اللهُ -تعالى-، خاصةً إذا كان الدُّعاء بظهر الغيب، كما أنَّ الدُّعاء للمولود يُعَوِّده على اللُّجوء إلى الله ومُناجاته، ويُقَرِّبه من رَبِّه، كما أنَّه يَجعله يَشعر بالطمأنينة والأمان، والدُّعاء للمولود الجَدِيد يَساعد الأبوين على تكوين رابطة روحيَّة قويَّة مع المولود، ويَجعلهم يشعرون بالسعادة والرضى، ويُساعدهم على تربية طفل سليم وصالح، ويسعدنا أن نوضح أنَّ السَّعادة حقٌّ من حقوق المولود، ويجب على الوالدين توفير مقوِّماتها له، والعمل على تربيته تربيةً صالحةً تُحَقِّق له السَّعادة في دُنياه وآخرته.