اللهم ارنا عجائب قدرتك فيمن ظلمني
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، سبحانه من المحيي المميت وهو على كل شيء قدير، خلقنا من تراب وإليه مرجعنا ومنه مخرجنا ثانية، فسبحانه القادر على كل شيء.
أولاً: مظاهر العدل الإلهي:
– إن من مظاهر العدل الإلهي أن ينتقم الله ممن ظلم عباده، فالله تعالى يقول: “ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً”.
– ومن مظاهر العدل الإلهي أن ينصر الله المظلومين، فالله تعالى يقول: “وإن الله لمع المؤمنين”.
– ومن مظاهر العدل الإلهي أن يهيئ للمظلومين أسباب النجاة من الظلم، فالله تعالى يقول: “وإن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون”.
ثانياً: حكمة الله في ابتلاء المؤمنين بالظلم:
– ومن حكمة الله في ابتلاء المؤمنين بالظلم أن يمتحن صبرهم وإيمانهم، فالله تعالى يقول: “ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم”.
– ومن حكمة الله في ابتلاء المؤمنين بالظلم أن يرفع درجاتهم في الجنة، فالله تعالى يقول: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.
– ومن حكمة الله في ابتلاء المؤمنين بالظلم أن يجعلهم قدوة لغيرهم من المؤمنين، فالله تعالى يقول: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”.
ثالثاً: موقف المؤمن من الظلم:
– ومن موقف المؤمن من الظلم أن يصبر ويتحمل، فالله تعالى يقول: “وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم”.
– ومن موقف المؤمن من الظلم أن يدعو الله تعالى أن ينصره على الظالمين، فالله تعالى يقول: “ادعوني أستجب لكم”.
– ومن موقف المؤمن من الظلم أن يطلب العدل من الحكام أو من ذوي السلطة، فالله تعالى يقول: “ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”.
رابعاً: عقوبة الظالمين في الدنيا:
– ومن عقوبة الظالمين في الدنيا أن يسلط الله عليهم من يردعهم ويحاسبهم، فالله تعالى يقول: “ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً”.
– ومن عقوبة الظالمين في الدنيا أن يحرمهم الله من نعمه وفضله، فالله تعالى يقول: “وإن كذبوكم فقل إني أعمل على سنتي واعملوا إنكم عاملون وسترون من تكون له عاقبة الدار إن المجرمين في ضلال مبين”.
– ومن عقوبة الظالمين في الدنيا أن يعيشوا في قلق وخوف دائم، فالله تعالى يقول: “إن الذين ظلموا لهم عذاب أليم”.
خامساً: عقوبة الظالمين في الآخرة:
– ومن عقوبة الظالمين في الآخرة أن يدخلهم الله تعالى النار، فالله تعالى يقول: “إن الظالمين لهم عذاب جهنم”.
– ومن عقوبة الظالمين في الآخرة أن يحاسبهم الله تعالى على ظلمهم، فالله تعالى يقول: “ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين”.
ومن عقوبة الظالمين في الآخرة أن يذيقهم الله تعالى من العذاب ما كانوا يفعلونه في الدنيا، فالله تعالى يقول: “وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب”.
سادساً: قصص من القرآن الكريم عن الظلم:
– ومن القصص التي وردت في القرآن الكريم عن الظلم قصة سيدنا يوسف عليه السلام، فقد ظلمه إخوته وألقوه في الجب ثم باعوه إلى تجار، لكن الله تعالى نصره في النهاية وأعلى شأنه.
– ومن القصص التي وردت في القرآن الكريم عن الظلم قصة سيدنا أيوب عليه السلام، فقد ابتلاه الله تعالى بالمرض والفقر وفقدان الأهل، لكنه صبر وتحمل وصبر في النهاية وكافأه الله تعالى على صبره.
ومن القصص التي وردت في القرآن الكريم عن الظلم قصة سيدنا موسى عليه السلام، فقد ظلمه فرعون وجنوده لكن الله تعالى نصره في النهاية وأغرق فرعون وجنوده.
سابعاً: الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر والتحمل وأن ينصرنا على الظالمين، وأن يجعلنا من الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وأن يجعلنا من الذين ينالون رضوانه ويظفرون برحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.