المقدمة:
إن الدعاء هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ففيه يطلب العبد من الله تعالى ما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة، كما أن الدعاء فيه يبين العبد ضعفه وافتقاره إلى الله عز وجل، وفي الدعاء يتوجه العبد إلى الله تعالى بقلب خاشع وروح متضرعة، فيسأل الله تعالى أن يريه عجائب قدرته وأن يرزقه من فضله وكرمه.
عجائب قدرة الله تعالى:
إن قدرة الله تعالى لا حدود لها، وهو على كل شيء قدير، وقد أظهر الله تعالى قدرته في خلق الكون وفي تدبيره، وفي كل ما فيه من مخلوقات، فمن عجائب قدرة الله تعالى:
– خلق السماوات والأرض وما فيهما بقدرة مطلقة وإرادة تامة.
– خلق الإنسان في أحسن تقويم وتميزه عن باقي المخلوقات.
– خلق الكائنات الحية بأنواعها المختلفة ورزقها من حيث لا تحتسب.
– خلق الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والأفلاك.
– خلق البحار والأنهار والينابيع وتسخيرها لصالح الإنسان.
– خلق الجبال والوديان والسهول والغابات وتنوع التضاريس في الأرض.
الدعاء إلى الله تعالى:
إن الدعاء هو الوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ففيه يطلب العبد من الله تعالى ما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة، والدعاء ينقسم إلى قسمين:
– الدعاء باللسان: وهو أن يتلفظ العبد بكلمات الدعاء ويناجي ربه بها.
– الدعاء بالقلب: وهو أن يتوجه العبد إلى الله تعالى بقلب خاشع وروح متضرعة، ويسأله عما يحتاج إليه دون أن يتلفظ بكلمات الدعاء.
آداب الدعاء:
هناك مجموعة من الآداب التي يجب مراعاتها عند الدعاء إلى الله تعالى، ومن هذه الآداب:
– أن يكون الداعي متطهرًا جسديًا وقلبيًا.
– أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى وحده.
– أن يكون الدعاء موافقًا لأوامر الله تعالى ونواهيه.
– أن يكون الدعاء خاليًا من الإثم والعدوان.
– أن يكون الدعاء خاليًا من الشك والريبة.
– أن يكون الدعاء مؤكدًا باليقين والإيمان.
أوقات الدعاء المستجابة:
هناك مجموعة من الأوقات التي يرجى فيها استجابة الدعاء، ومن هذه الأوقات:
– الثلث الأخير من الليل.
– عند السحر قبل طلوع الفجر.
– بين الأذان والإقامة.
– عند نزول المطر.
– عند رؤية الكعبة المشرفة.
– عند الشدة والضيق.
قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ:
من قصص القرآن الكريم التي تدل على قدرة الله تعالى في الإجابة على دعاء عباده، قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ، حيث أهدى الله تعالى لسيدنا سليمان هدهدًا ليكون رسولًا له إلى ملكة سبأ، فبلغه بأنها ملكة عظيمة ذات ملك كبير، ولكنها تعبد الشمس من دون الله تعالى، فدعا سيدنا سليمان ربه أن يسخر له ملكها حتى يتسنى له دعوتها إلى عبادة الله تعالى، فأمر الله تعالى الريح فحملت عرش ملكة سبأ إلى سيدنا سليمان في لمح البصر، وعندما رأت ملكة سبأ كرسي ملكها عند سيدنا سليمان علمت أنه نبي مرسل من الله تعالى، فأعلنت إسلامها لله تعالى.
الدعاء عند المصيبة:
عندما تصيب العبد المصيبة أو الشدة، فعليه أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى، فإن الدعاء هو من أفضل الوسائل التي تساعد العبد على الصبر والتحمل، كما أن الدعاء سبب في دفع البلاء وتخفيف المصيبة، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء عند المصيبة، فقال: “إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا يا عباد الله”، وقال أيضًا: “ليس شيء أقطع للبلاء من الدعاء”.
الخاتمة:
إن الدعاء هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ففيه يطلب العبد من الله تعالى ما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة، كما أن الدعاء فيه يبين العبد ضعفه وافتقاره إلى الله عز وجل، وقد أظهر الله تعالى قدرته في خلق الكون وفي تدبيره، وفي كل ما فيه من مخلوقات، فعلى العبد أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى وأن يلح في دعائه، وأن يكون على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه في الوقت المناسب.