اللهم اشفي مرضانا وارحم موتانا وعافي مبتلانا

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده نعمة الصحة والعافية، وهي من أعظم المنن الإلهية التي لا ينبغي للإنسان أن ينساها أو يتغافل عنها، فالصحة هي أساس كل خير، وهي التي تمكن الإنسان من أن يؤدي عباداته لله تعالى، وينفع نفسه وأهله ومجتمعه، وهي التي تجعله قادرًا على التمتع بالحياة والعمل والإنجاز.

ولكن قد ابتلي بعض الناس بالمرض والأسقام، فالله تعالى يبتلي عباده بالأمراض والأسقام لأسباب مختلفة، فمنها ما يكون ابتلاءً واختبارًا لعباده، ومنها ما يكون عقابًا لهم على ذنوبهم، ومنها ما يكون بسبب أسباب طبيعية كالجراثيم والفيروسات وما شابه ذلك.

وفي هذه المقالة سوف نتحدث عن أهمية الدعاء لله تعالى بشفاء المرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين، وسنذكر بعض الأدعية المأثورة في هذا الشأن.

أهمية الدعاء لله تعالى بشفاء المرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين

الدعاء لله تعالى بشفاء المرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين هو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على الدعاء للمرضى والموتى والمبتلين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضًا ناداه مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلًا، ومن صلى على جنازة أربعين صلاة لا يشرك بينهن رياء ولا سمعة غفر له” (رواه أحمد).

كما أن الدعاء للمرضى والموتى والمبتلين من أعظم الصدقات التي يتصدق بها العبد على نفسه وعلى غيره، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يعود مسلمًا فيبصبصب عليه إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها سبعين حسنة، ويحط عنه سبعين خطيئة، ويرفعه سبعين درجة” (رواه الترمذي).

آداب الدعاء لله تعالى بشفاء المرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين

هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الدعاء لله تعالى بشفاء المرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين، ومن أهم هذه الآداب:

1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، ولا يشوبه أي غرض دنيوي أو مصلحة شخصية.

2. اليقين بالإجابة: يجب أن يدعو العبد وهو موقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، ولا يتسرب إلى قلبه أي شك أو تردد.

3. الحضور والخشوع: يجب أن يكون العبد حاضرًا بقلبه عند الدعاء، وخشوعًا لله تعالى، ولا يتشتت ذهنه بأمور الدنيا.

4. رفع اليدين: يستحب عند الدعاء رفع اليدين إلى السماء، فإن ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

5. تكرار الدعاء: يستحب تكرار الدعاء والإلحاح فيه، فإن ذلك من أعظم أسباب الإجابة.

أدعية مأثورة في الدعاء لله تعالى بشفاء المرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين

وردت في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية المأثورة في الدعاء لله تعالى بشفاء المرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين، ومن هذه الأدعية:

1. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لشفاء المرضى: “اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا” (رواه البخاري).

2. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لرحمة الموتى: “اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار” (رواه مسلم).

3. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعافية المبتلين: “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت” (رواه البخاري).

الخاتمة

الدعاء لله تعالى بشفاء المرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على الدعاء للمرضى والموتى والمبتلين، وبين لنا فضل ذلك وثوابه العظيم، فنسأل الله تعالى أن يمن علينا بالصحة والعافية، وأن يرزقنا الشفاء العاجل للمرضى ورحمة الموتى وعافية المبتلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *