اللهم اصرف عني شر ماقضيت

اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ مَا قَضَيْتَ

المُقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن من أعظم ما يُمكن للمؤمن أن يدعو به الله تعالى أن يَصرف عنه شر ما قضى، فالله وحده هو القادر على دفع الضر والشر عن عباده، وهو وحده الذي بيده الخير كلّه، وهو وحده الذي يُعطي العافية ويُزيل البلاء، وهو وحده الذي يُنجي من الكُرَب ويُسهّل الأمور.

1- فضل هذا الدعاء:

– من فَضائل دعاء “اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ مَا قَضَيْتَ” أنه من الأدعية الجامعة، والتي تُغني عن الكثير من الأدعية الأخرى، وذلك لأنه يُطلب من الله تعالى صرف الشر عن الداعي في جميع أموره، في دينه ودنياه، وصحته وماله، وأهله وولده، وفي جميع شؤونه.

– كما أن من فضائل هذا الدعاء أنه يُعين المسلم على الصبر على البلاء، فإذا كان المسلم يعلم أن الله تعالى سيصرف عنه شر ما قضى، فإن ذلك يُعينه على الصبر على البلاء، ويعطيه الأمل في الفرج القريب.

– ومن فضائل هذا الدعاء أنه يُعين المسلم على الشكر على النعم، فإذا كان المسلم يعلم أن الله تعالى قد صرف عنه الكثير من الشرور، فإن ذلك يُعينه على الشكر على النعم، ويُقوّي إيمانه ويُزيده يقيناً بالله تعالى.

2- معنى الدعاء:

– يُقصد بدعاء “اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ مَا قَضَيْتَ” طلب المسلم من الله تعالى أن يصرف عنه شر ما قضى، أي شر ما قدّر الله تعالى وقضاه على العباد، سواء كان هذا الشر في الدنيا أم في الآخرة.

– ويُقصد بشر ما قضى كل ما يُلحق الضرر بالمؤمن، سواء كان هذا الضرر في دينه أم في دنياه، أم في صحته أم في ماله، أم في أهله وولده، أم في أي أمر من أمور حياته.

– وينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء بهذا الدعاء، وأن يلحّ فيه على الله تعالى، وأن يُلحّ عليه في صرف الشر عنه، فالله تعالى يحب من عباده أن يُلحّوا عليه في الدعاء، ويُحب من عباده أن يوقنوا بقدرته على صرف الشر عنهم، ويُحب من عباده أن يتوكلوا عليه في جلب الخير ودفع الشر.

3- أهمية الدعاء:

– الدعاء هو العبادة، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فالدعاء هو مناجاة الله تعالى والتضرع إليه، والدعاء هو طلب العبد من ربه أن يُعينه على أموره، ويُيسّر له أموره، ويصرف عنه الشرور.

– الدعاء هو سبب من أسباب استجابة الدعاء، فإذا كان المسلم يكثر من الدعاء، ويُلحّ على الله تعالى في الدعاء، فإن ذلك من الأسباب التي تُعين على استجابة الدعاء، وخاصةً إذا كان المسلم يدعو بدعاء “اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ مَا قَضَيْتَ”.

– الدعاء هو من أسباب حصول العبد على الخير، فإذا كان المسلم يكثر من الدعاء، ويُلحّ على الله تعالى في الدعاء، فإن ذلك من الأسباب التي تُعين على حصول العبد على الخير، وخاصةً إذا كان المسلم يدعو بدعاء “اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ مَا قَضَيْتَ”.

4- مواطن الدعاء:

– يُستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في جميع الأوقات والأحوال، سواء كان في السراء أم في الضراء، وسواء كان في الصحة أم في المرض، وسواء كان في الغنى أم في الفقر، وسواء كان في السفر أم في الحضر.

– كما يُستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء عند النوم، وعند الاستيقاظ من النوم، وعند الخروج من المنزل، وعند الدخول إلى المنزل، وعند البدء في العمل، وعند الانتهاء من العمل، وعند السفر، وعند العودة من السفر، وعند المرض، وعند الشفاء من المرض، وعند الحاجة، وعند الكرب.

– ويُستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في جميع الأوقات والأحوال، لأن هذا الدعاء من الأدعية الجامعة، والتي تُغني عن الكثير من الأدعية الأخرى، وذلك لأنه يُطلب من الله تعالى صرف الشر عن الداعي في جميع أموره، في دينه ودنياه، وصحته وماله، وأهله وولده، وفي جميع شؤونه.

5- كيفية الدعاء:

– يستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء بصدق وإخلاص، وأن يكون مُوقناً بإجابة الله تعالى لدعائه، وأن يكون مُستشعراً لعظمة الله تعالى وقدرته على صرف الشر عنه.

– كما يستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء بلسان عربي فصيح، وأن يكون صوته مسموعاً له، وأن يكون مُستقبلاً للقبلة، ورافعاً يديه إلى السماء، ومُستشعراً لعظمة الله تعالى وقدرته على صرف الشر عنه.

– ويستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء بهذا الدعاء، وأن يلحّ على الله تعالى في الدعاء، وأن يُلحّ عليه في صرف الشر عنه، فالله تعالى يحب من عباده أن يُلحّوا عليه في الدعاء، ويُحب من عباده أن يوقنوا بقدرته على صرف الشر عنهم، ويُحب من عباده أن يتوكلوا عليه في جلب الخير ودفع الشر.

6- آداب الدعاء:

– يستحب للمسلم أن يتأدب مع الله تعالى عند الدعاء، وأن يكون مُتواضعاً مُستكيناً، وأن يكون مُخلصاً في دعائه، وأن يكون مُوقناً بإجابة الله تعالى لدعائه.

– كما يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وأن يكون مُستشعراً لعظمة الله تعالى وقدرته على صرف الشر عنه.

– ويستحب للمسلم أن يكون حريصاً على الدعاء، وأن لا يملّ من الدعاء، وأن لا ييأس من إجابة الله تعالى لدعائه، فالله تعالى يُحب من عباده أن يُلحّوا عليه في الدعاء، ويُحب من عباده أن يوقنوا بقدرته على صرف الشر عنهم، ويُحب من عباده أن يتوكلوا عليه في جلب الخير ودفع الشر.

7- الخاتمة:

نسأل الله تعالى أن يصرف عنا جميعاً شر ما قضى، وأن يُعافينا من البلاء والضر، وأن يُجزل لنا المثوبة والأجر، وأن يرحمنا ويرحم موتانا، وأن يُدخلنا الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *