اللّهُمَّ اغسله بالماء والثلج والبرد
مقدمة:
إنّ الموت هو الحدث الوحيد المؤكد في حياة الإنسان، حيث لا مفرّ منه ولا مهرب، وهو نهاية كل حي على وجه الأرض، لذلك علينا أن نكون على أتم الاستعداد له في كل لحظة من لحظات حياتنا، وأن لا نجعله يفاجئنا بغتةً فنترك الدنيا تاركين خلفنا الذنوب والخطايا التي ارتكبناها طوال حياتنا، وقد أوصانا رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- بكثرة الاستغفار وطلب العفو والمغفرة من الله تعالى في الحياة الدنيا، فقد قال: “أَكْثِرُوا مِنَ الاستِغفارِ، فَإِنَّهُ ذُنُوبٌ فِي آثَارِكُمْ”.
1- أهمية الاستغفار للمسلم:
• إن الاستغفار من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله -عزّ وجلّ-، وهو من أعظم أسباب دخول الجنة والنجاة من النار.
• كما أنه من أهم أسباب محو الذنوب والخطايا، وتكفير السيئات، وجلب الرزق والبركة في حياة المسلم.
• ومن فوائده أيضًا أنه يزيد من حسنات المسلم، ويرفع درجاته في الجنة، ويقيه من عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة.
2- فضل دعاء “اللّهُمَّ اغسله بالماء والثلج والبرد”:
• لقد ورد في السنة النبوية العديد من الأدعية والأذكار التي كان يواظب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على قولها في حياته، ومن بين هذه الأدعية دعاء “اللّهُمَّ اغسله بالماء والثلج والبرد”، حيث كان -عليه الصلاة والسلام- يكرر هذا الدعاء عند موت أحد المسلمين، وذلك لأن هذا الدعاء له فضل عظيم في تكفير ذنوب الميت ورفع درجاته في الجنة.
• كما أن هذا الدعاء يزيل عن الميت أثر الذنوب والخطايا التي ارتكبها في حياته الدنيا، ويُطهّره ويُنظّفه كما يُنظّف الماء والثلج والبرد الأشياء المتسخة.
• بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الدعاء يُساعد الميت على عبور الصراط بسلام، ويُسهّل عليه دخول الجنة والتمتع بنعيمها.
3- كيفيّة الدعاء لغير المسلم:
• إذا مات شخص غير مسلم، فيمكن للمسلمين الدعاء له بأن يهديه الله تعالى إلى الإسلام قبل وفاته، وأن يغفر له ذنوبه ويلطف به في قبره.
• ويمكن الدعاء له بالرحمة والمغفرة والعفو عند الله تعالى، وأن يجزيه خيرًا على ما قدمه من أعمال صالحة في حياته الدنيا.
• كما يمكن الدعاء له بأن يهدي الله تعالى أهله وأقاربه إلى الإسلام، وأن يرزقهم الصبر والسلوان على فراقه.
4- ما يجب عمله عند موت المسلم:
• من أهم الأمور التي يجب القيام بها عند موت المسلم هو الإسراع في تجهيزه وتكفينه ودفنه، وذلك لأن ترك الميت دون تجهيز أو تكفين أو دفن يعتبر من الأمور المكروهة شرعًا.
• كما يجب الإسراع في الصلاة عليه ودعاء الله تعالى له بالرحمة والمغفرة والعفو، ويمكن الصلاة عليه في أي مكان طاهر ومناسب.
• بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسلمين إكرام أهل الميت ومواساته وتقديم واجب العزاء له، وأن يساعدوه على تخطي هذه المحنة الصعبة التي ألمت به.
5- فضل زيارة القبور:
• لقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على زيارة القبور والدعاء للموتى، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ”.
• كما قال -عليه الصلاة والسلام-: “مَنْ زَارَ قَبْرَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَدَعَا لَهُ، خَرَجَ مِنْ زِيَارَتِهِ، وَقَدْ غُفِرَ لَهُ”.
• ومن فوائد زيارة القبور أيضًا أنها تُذكّر الإنسان بالموت والآخرة، وتُرغّبه في عمل الصالحات، وتُحفّزه على الاستعداد للقاء الله تعالى.
6- دعاء زيارة القبور:
• من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند زيارة القبور: “اللّهُمَّ اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللّهُمَّ من أحييته منّا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منّا فتوفه على الإيمان، اللّهُمَّ لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده”.
• كما يمكن للمسلم أن يدعو للميت بالرحمة والمغفرة والعفو، وأن يطلب من الله تعالى أن يُدخله الجنة ويُنعّمه فيها.
• بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم ويدعو للميت بعد الانتهاء من قراءته، وأن يطلب من الله تعالى أن يتقبل منه دعاءه ويغفر للميت ذنوبه.
7- واجب المسلمين تجاه الموتى:
• إن واجب المسلمين تجاه الموتى هو تكريمهم والإحسان إليهم والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة والعفو، كما يجب عليهم الإسراع في تجهيزهم وتكفينهم ودفنهم.
• بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسلمين مواساة أهل الميت وتقديم واجب العزاء لهم، وأن يساعدوهم على تخطي هذه المحنة الصعبة التي ألمت بهم.
• ومن أهم واجبات المسلمين تجاه الموتى أيضًا إحياء ذكرهم والدعاء لهم والتصدق عليهم، وذلك لأن الصدقة الجارية تنفع الميت وتدخل السرور على نفسه.
الخاتمة:
وفي الختام، فإن الله تعالى هو وحده القادر على غسل الميت وتطهيره من ذنوبه وخطاياه، وهو وحده القادر على رفعه درجات في الجنة وإدخاله فيها، لذلك يجب على المسلمين أن يدعوا الله تعالى بأن يغسل موتاهم بالماء والثلج والبرد، وأن يرفع درجاتهم في الجنة ويدخلهم فيها.