المقدمة:
إن الدعاء من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا الله ورسوله الكريم على الدعاء في جميع أوقاتنا، وخاصة في أوقات الشدائد والمحن. ومن أهم الأدعية التي ينبغي أن يحرص المسلم على تكرارها هو دعاء “اللهم اغفر لهم وارحمهم”. وهذا الدعاء يطلب فيه العبد من الله سبحانه وتعالى أن يغفر لمن يحبهم ويرحمهم.
1. فضل دعاء اللهم اغفر لهم وارحمهم:
– إن دعاء “اللهم اغفر لهم وارحمهم” من الأدعية المباركة التي لها فضل عظيم، فقد روى الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من دعا بهذا الدعاء غفر الله له ولوالديه وإن كانا مشركين”.
– كما روى الإمام الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمسلمات في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها”.
2. آداب دعاء اللهم اغفر لهم وارحمهم:
– يجب أن يكون الدعاء صادراً من قلب خاشع ومتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.
– ينبغي أن يكون المسلم على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعائه.
– ينبغي أن يحرص المسلم على الإلحاح في الدعاء وتكراره، فالدعاء هو عبادة، والإلحاح فيه من علامات الإخلاص والتفويض لله تعالى.
3. مواقف يستحب فيها الدعاء:
– يستحب الدعاء عند سماع المؤذن أو عند دخول المسجد.
– يستحب الدعاء عند الدعاء قبل الأكل وبعده.
– يستحب الدعاء في السجود وفي آخر صلاة الليل.
– يستحب الدعاء عند رؤية الكعبة المشرفة.
4. شروط استجابة الدعاء:
– أن يكون الدعاء صادقاً صادراً من القلب.
– أن يكون الدعاء موافقاً لشرع الله تعالى.
– أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعائه.
– أن يحرص الداعي على الإلحاح في الدعاء وتكراره.
5. أسباب عدم استجابة الدعاء:
– قد يكون السبب في عدم استجابة الدعاء هو عدم إخلاص الداعي في دعائه.
– وقد يكون السبب في عدم استجابة الدعاء هو الدعاء بمعصية أو قطيعة رحم.
– وقد يكون السبب في عدم استجابة الدعاء هو التسرع وعدم الصبر على الإجابة.
6. قصص عن فضل دعاء اللهم اغفر لهم وارحمهم:
– روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن رجلاً كان يدعو الله تعالى كثيراً أن يرزقه ولداً، فدعا الله عز وجل فقال: اللهم إن كنت تعلم أني أحب أن يكون لي ولد صالح ف ارزقني إياه، فإني أحب أن أتصدق به عليك، فوهب الله له غلاماً، فكان إذا بلغ الغلام سبع سنين أهداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: هذا لله عز وجل ولرسوله، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض أصحابه، فكان الغلام عندهم حتى إذا بلغ خمس عشرة سنة قال له أهله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبلك فخذ من مالك ما شئت، فقال: ما لي مال، قالوا: بلى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبلك فخذ من مالك ما شئت، فقال: لا حاجة لي في المال، إني أريد أن أكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه فقال: يا رسول الله، قد علمت أني كنت عندك وأنك قد وهبتني لأصحابك وقد بلغت السن الذي أصلح فيه، وقد علمت أني أحب الله والرسول أكثر مما أحب أهلي ومالي، وقد جئت لأكون عندك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحباً بك يا بني، فكان عنده حتى قبضه الله عز وجل”.
– روى الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن رجلاً مات فجاءه ملكان يسألانه عن ربه ونبيه وعن دينه، فقال: أما ربي فهو الله، وأما نبيي فهو محمد، وأما ديني فهو الإسلام، فقالا له: فمن أنت؟ قال: أنا فلان بن فلان، قالا له: وما عملك؟ قال: كنت أتصدق وأصوم وأصلي وأحج، قالا له: صدقت، ثم قالا له: إن لك عند الله خيراً كثيراً، قال: وما هو؟ قالا له: إن الله عز وجل قد غفر لك بفضل دعاء ولديك”.
الخاتمة:
إن دعاء “اللهم اغفر لهم وارحمهم” من الأدعية المباركة التي لها فضل عظيم، وينبغي على المسلم أن يحرص على الدعاء بهذا الدعاء في جميع أوقاته، وخاصة في أوقات الشدائد والمحن. كما ينبغي عليه أن يتأدب بآداب الدعاء وأن يكون على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعائه.