اللھم اغفر لوالدي
المقدمة:
تعتبر دعاء “اللھم اغفر لوالدي” من أكثر الأدعية انتشارًا وتداولًا بين المسلمين، وهي دعاء قصير بسيط، لكنها تحمل في طياتها معانٍ عميقة ومشاعر جياشة بالحب والامتنان للوالدين، وهي دعاء يطلب فيها المسلم من الله عز وجل أن يغفر لوالديه ويرحمهما ويدخلهما الجنة، وتُعد هذه الدعاء من الأدعية المستحبة والمطلوبة في الإسلام، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم تأكيده على الدعاء للوالدين بالمغفرة والرحمة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويقول:” اللھم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرًا”.
فضل دعاء اللهم اغفر لوالدي:
1. مغفرة الذنوب:
– تعتبر دعاء “اللھم اغفر لوالدي” من أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها لوالديه، فهي دعاء بالمغفرة والرحمة، ومغفرة الذنوب عند الله هي من أعظم الفضائل والنعمة التي يمكن أن ينالها الإنسان.
– كما أن مغفرة الذنوب تُعد من أهم أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من قال: اللھم اغفر لوالدي ولوالدي أمي وارحمهما كما ربياني صغيرًا، دخل الجنة”.
2. رفع الدرجات:
– من فضائل دعاء “اللھم اغفر لوالدي” أنها تُعد سببًا لرفع درجات الوالدين في الجنة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من قال: اللھم اغفر لوالدي ولوالدي أمي وارحمهما كما ربياني صغيرًا، رفع الله درجته في الجنة بدرجة”.
3. تقوية أواصر المحبة:
– إن دعاء “اللھم اغفر لوالدي” تُعد سببًا في زيادة المحبة بين الأبناء والوالدين، وتقوية أواصر المحبة والرحمة بينهما، كما أنها تُعد سببًا في زيادة بر الوالدين وإكرامهما.
– وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من كان بارًا بوالديه، فليقل: اللھم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرًا”.
آداب دعاء اللهم اغفر لوالدي:
1. الإخلاص:
– يجب أن يكون الداعي مخلصًا في دعائه، وأن يكون نيته خالصة لله وحده، وأن يكون الداعي صادقًا وموقنًا بإجابة الله لدعائه.
2. الخشوع والخشية:
– يجب أن يكون الداعي خشوعًا وخشية لله عز وجل، وأن يكون قلبه متوجهًا إلى الله وحده، وأن يكون متأدبًا مع الله في دعائه.
3. التضرع والابتهال:
– يجب أن يكون الداعي متضرعًا ومتضرعًا إلى الله عز وجل، وأن يكون لسان حاله يقول: “يا رب اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرًا”.
أوقات دعاء اللهم اغفر لوالدي:
1. دعاء الاستفتاح:
– من أفضل الأوقات التي يُستحب فيها دعاء “اللھم اغفر لوالدي” هو وقت الاستفتاح، وهو وقت ما بين الأذان والإقامة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء في هذا الوقت.
2. دعاء قنوت الوتر:
– من الأوقات المستحبة أيضًا لدعاء “اللھم اغفر لوالدي” هو وقت قنوت الوتر، وهو وقت ما بين الركعتين الثانية والثالثة من صلاة الوتر.
3. دعاء بعد الصلوات المفروضة:
– من الأوقات المستحبة أيضًا لدعاء “اللھم اغفر لوالدي” هو وقت بعد الصلوات المفروضة، حيث يُستحب الدعاء بعد كل صلاة مفروضة، وهذا الوقت يعتبر من أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء.
أمثلة على دعاء اللهم اغفر لوالدي:
1. “اللھم اغفر لوالدي ولوالدي أمي وارحمهما كما ربياني صغيرًا”.
2. “اللھم اغفر لوالدي وتجاوز عن سيئاتهما وارحمهما وأدخلهما الجنة”.
3. “اللھم اغفر لوالدي ما تقدم من ذنبهما وما تأخر، وارحمهما واكرم نزلهما ووسع مدخلهما”.
خاتمة:
تعتبر دعاء “اللھم اغفر لوالدي” من الأدعية العظيمة التي يُستحب للمسلم أن يدعو بها لوالديه، فهي دعاء بالمغفرة والرحمة والرفع من الدرجات، وهي دعاء تُعد سببًا في تقوية أواصر المحبة بين الأبناء والوالدين، وزيادة بر الوالدين وإكرامهما، ويُستحب الدعاء بهذا الدعاء في أوقات كثيرة، مثل وقت الاستفتاح، ودعاء قنوت الوتر، ودعاء بعد الصلوات المفروضة، وغيرها من الأوقات المستحبة للدعاء.