اللهم اكفني شرهم بما شئت

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

اللهم اكفني شرهم بما شئت، عبارة يرددها المسلمون كثيراً عند مواجهة الشرور والمصائب، وهي دعاء إلى الله تعالى أن يكفيهم شرور أعدائهم وخصومهم وأن ينجيهم من مكائدهم ومخططاتهم، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن هذه العبارة بالتفصيل.

أسباب ترديد هذه العبارة:

تُقال هذه العبارة عندما يواجه المسلم شرًا أو مشكلة أو خطرًا أو ظلمًا من شخص ما أو مجموعة من الأشخاص، ويكون هذا الدعاء طلبًا من الله تعالى أن يكفيه شر هؤلاء الأشرار بما يشاء الله، سواء كان ذلك عن طريق إبعادهم عنه أو عن طريق إبطال مكرهم أو عن طريق إعطائه القوة والصبر والقدرة على مواجهتهم والتغلب عليهم.

اللجوء إلى الله تعالى في وقت الشدة:

عندما يواجه المسلم شرًا أو مشكلة أو خطرًا يلجأ إلى الله تعالى ويطلب منه أن يكفيه شر هؤلاء الأشرار، وهذا اللجوء إلى الله تعالى في وقت الشدة هو من صفات المؤمنين، قال تعالى: “وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجيكم إلى البر أعرضتم وإن الإنسان لكفور”.

التوكل على الله تعالى والنصر من عنده:

عندما يلجأ المسلم إلى الله تعالى ويطلب منه أن يكفيه شر هؤلاء الأشرار، فإن هذا يعني أنه يتوكل على الله تعالى ويؤمن بأن النصر من عنده وحده، قال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا”.

الاستعانة بالله تعالى على أعداء الإسلام:

عندما يلجأ المسلم إلى الله تعالى ويطلب منه أن يكفيه شر هؤلاء الأشرار، فإن هذا يعني أنه يستعين بالله تعالى على أعداء الإسلام، قال تعالى: “واستعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين”.

الصبر على الأذى والضرر:

قد يواجه المسلم أذىً أو ضررًا من هؤلاء الأشرار، ولكن عليه أن يصبر ويتحمل هذا الأذى والضرر، قال تعالى: “ولتصبرن على ما أصابكم إن ذلك من عزم الأمور”، وقال تعالى: “والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون”.

الدعاء على الأعداء:

يجوز للمسلم أن يدعو على أعدائه الذين ظلموه أو آذوه، ولكن عليه أن يدعو عليهم بما لا يتجاوز حدود الأدب مع الله تعالى، قال تعالى: “فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون”، وقال تعالى: “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم”.

العفو عن الأعداء:

بعد أن يكفي الله تعالى المسلم شر هؤلاء الأشرار، فإن عليه أن يعفو عنهم ويصفح عنهم، قال تعالى: “ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله غفور رحيم”، وقال تعالى: “وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم”.

خاتمة:

نسأل الله تعالى أن يكفينا شر الأشرار وأن ينصرنا عليهم وأن يعيننا على الصبر على الأذى والضرر وأن يوفقنا للعفو عنهم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *