اللَّهُمَّ الْعَوْضَ: معناه ومكانته
المقدمة:
إن الله عز وجل خلق الدنيا دار ابتلاء وامتحان، فمنها الخير ومنها الشر، ومنها السعادة ومنها الشقاء، ومنها الصحة ومنها المرض، ومنها الغنى ومنها الفقر، وكل ما يصيب الإنسان في حياته هو ابتلاء واختبار من الله تعالى؛ ليميز الخبيث من الطيب، وليعلم من عباده الصابرين الشاكرين، ومنهم الكافرين الجاحدين. وعندما يصيب الإنسان مكروه أو مصيبة فإنه يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع، طالبًا منه العوض والفرج، ومن الأدعية المأثورة في مثل هذه المواقف دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”.
1. فضل دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”:
– ورد في السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء عند إصابته بمكروه أو مصيبة.
– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه شيء يكرهه قال: اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”.
– يدل هذا الدعاء على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوكل على الله تعالى فيما يصيبه من مكاره الدنيا، وكان يلجأ إليه بالدعاء والتضرع طالبًا منه العوض والفرج.
2. صفة دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”:
– هذا الدعاء قصير وسهل الحفظ، ويمكن للإنسان أن يدعو به في أي مكان وفي أي زمان.
– يستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء عند إصابته بمكروه أو مصيبة، أو عند شعوره بالضيق والحزن.
– يمكن للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء بصيغة الجمع “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”؛ أي أن يدعو لنفسه ولغيره، ويمكنه أيضًا أن يدعو به بصيغة المفرد “اللَّهُمَّ العوض لي”؛ أي أنه يدعو لنفسه فقط.
3. معنى دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”:
– العوض هو ما يعطيه الله تعالى لعبده عوضًا عن الشيء الذي فقده أو أصيب به من مكروه.
– يدل هذا الدعاء على أن المسلم متوكل على الله تعالى فيما يصيبه من مكاره الدنيا، وأنه راضٍ بقضاء الله وقدره، وأنه يعلم أن الله تعالى قادر على أن يجبره على ما أصابه من مكروه.
– يدل هذا الدعاء أيضًا على أن المسلم يطلب من الله تعالى أن يعوضه عن الشيء الذي فقده أو أصيب به من مكروه، وأن يبدله به خيرًا منه.
4. مواضع دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”:
– يستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء عند إصابته بمكروه أو مصيبة، أو عند شعوره بالضيق والحزن.
– يمكن أيضًا للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء عند قراءة القرآن الكريم، أو عند سماع خطبة الجمعة، أو عند أداء العمرة أو الحج.
– يمكن للمسلم أيضًا أن يدعو بهذا الدعاء عند النوم، أو عند الاستيقاظ من النوم، أو عند الخروج من المنزل.
5. شروط قبول دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”:
– أن يكون الداعي صادقًا في دعائه، وأن يكون قلبه حاضرًا مع الله تعالى.
– أن يكون الداعي راضيًا بقضاء الله وقدره، وأن يكون متوكلًا على الله تعالى فيما يصيبه من مكاره الدنيا.
– أن يكون الداعي مجتنبًا للمعاصي والذنوب، وأن يكون محافظًا على أداء الفرائض والسنن.
6. آداب دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”:
– يستحب للمسلم أن يتوضأ قبل الدعاء، وأن يستقبل القبلة.
– يستحب للمسلم أن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء، وأن يلح في الدعاء ويتضرع إلى الله تعالى.
– يستحب للمسلم أن يكرر الدعاء ثلاث مرات أو أكثر.
7. فوائد دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ”:
– يزيل الهم والحزن عن قلب المسلم.
– يجلب الفرج والفرحة للمسلم.
– يعوض المسلم عن الشيء الذي فقده أو أصيب به من مكروه.
– يقرب المسلم من الله تعالى.
– يدخل المسلم الجنة.
الخاتمة:
دعاء “اللَّهُمَّ الْعَوْضَ” من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء قصير وسهل الحفظ، ويمكن للإنسان أن يدعو به في أي مكان وفي أي زمان. ويستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء عند إصابته بمكروه أو مصيبة، أو عند شعوره بالضيق والحزن. وفوائد هذا الدعاء كثيرة، منها: إزالة الهم والحزن عن قلب المسلم، وجلب الفرج والفرحة له، وتعويضه عن الشيء الذي فقده أو أصيب به من مكروه، وتقريبه من الله تعالى، وإدخاله الجنة.