اللّهُـمَّ إِنِّـي عَبْـدُكَ وَابْـنُ عَبْـدِكَ وَابْـنُ أَمَتِكَ
مقدمة
إنّ الحمد لله نحمده ونستعين به، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فإنّ هذه المقالة ستتناول موضوع العبودية لله تعالى، وكيف للإنسان أن يكون عبدًا لله حقًا، وما هي ثمرات هذه العبودية، وما هي العلاقة بين العبد وربه.
1. مفهوم العبودية لله تعالى
العبودية لله تعالى تعني الانقياد الكامل لله تعالى، والامتثال لأوامره، والاجتناب عن نواهيه، والاعتراف بأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر لكل شيء، وأن له وحده الحق في العبادة.
الفقرة الأولى
العبودية لله تعالى هي أسمى درجات الكمال الإنساني، وهي الغاية التي خلق من أجلها الإنسان. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
الفقرة الثانية
العبودية لله تعالى هي طريق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].
الفقرة الثالثة
العبودية لله تعالى هي مصدر السعادة والطمأنينة في القلب. قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
2. ثمرات العبودية لله تعالى
ثمرات العبودية لله تعالى كثيرة ومتنوعة، منها:
الفقرة الأولى
حب الله تعالى لعبده، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} [البقرة: 165].
الفقرة الثانية
رضا الله تعالى عن عبده، قال تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التوبة: 72].
الفقرة الثالثة
فوز العبد برضوان الله تعالى، قال تعالى: {رِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التوبة: 72].
3. العلاقة بين العبد وربه
العلاقة بين العبد وربه هي علاقة وثيقة قائمة على المحبة والرحمة والإنعام.
الفقرة الأولى
الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر لكل شيء، والعبد هو المخلوق الضعيف المحتاج إلى ربه.
الفقرة الثانية
الله تعالى هو الغفور الرحيم، والعبد هو المذنب الذي يكثر من الخطايا والذنوب.
الفقرة الثالثة
الله تعالى هو الكريم الوهاب، والعبد هو الفقير الذي يكثر من الحاجات والرغبات.
4. واجبات العبد تجاه ربه
للعبد تجاه ربه واجبات كثيرة، منها:
الفقرة الأولى
عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
الفقرة الثانية
الشكر لله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].
الفقرة الثالثة
الدعاء إلى الله تعالى وطلب المدد منه، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
5. حقوق العبد على ربه
للعبد على ربه حقوق كثيرة، منها:
الفقرة الأولى
الرزق الحلال، قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22].
الفقرة الثانية
الصحة والعافية، قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].
الفقرة الثالثة
الأمن والأمان، قال تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وآمنهم من خوف} [قريش: 4].
6. العبودية لله تعالى في الإسلام
العبودية لله تعالى هي أساس الدين الإسلامي، وهي الركن الأول من أركان الإسلام. قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
الفقرة الأولى
النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله، وهو خير أسوة وقدوة للمسلمين في العبودية لله تعالى.
الفقرة الثانية
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، وهو دستور العبودية لله تعالى.
الفقرة الثالثة
السنة النبوية هي شرح وتوضيح للقرآن الكريم، وهي بيان عملي للعبودية لله تعالى.
7. كيف نكون عبادًا لله حقًا؟
لكي نكون عبادًا لله حقًا، علينا أن:
الفقرة الأولى
نوقن بأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر لكل شيء، وأن له وحده الحق في العبادة.
الفقرة الثانية
نمتثل لأوامر الله تعالى، ونبتعد عن نواهيه.
الفقرة الثالثة
ندعو الله تعالى ونطلب منه المدد والعون والتوفيق.
خاتمة
إن العبودية لله تعالى هي أسمى درجات الكمال الإنساني، وهي الغاية التي خلق من أجلها الإنسان. وعبادة الله تعالى هي طريق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وهي مصدر السعادة والطمأنينة في القلب. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا إلى أن نكون من عباد الله الصالحين.