اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم

اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.

هذا الدعاء من الأدعية التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من الأدعية التي ينبغي للمسلم أن يكثر من ترديدها في يومه، وفي كل وقت وحين.

مفهوم الدعاء:

الدعاء هو طلب العبد من الله عز وجل ما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته، وهو من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

فالعبادة لا تنحصر في الصلاة والصوم والزكاة والحج، بل تشمل الدعاء أيضاً، بل إن الدعاء هو من أعظم العبادات على الإطلاق، لأنه عبادة بالقلب واللسان والجوارح.

أهمية الدعاء:

الدعاء من أهم العبادات التي ينبغي للمسلم أن يكثر من ترديدها في يومه، وفي كل وقت وحين.

وللدعاء فوائد وأهمية عظيمة، من أهمها:

1. الدعاء يقرّب العبد إلى ربه، ويزيد من صلته به.

2. الدعاء يمنح العبد الطمأنينة والسكينة، ويخفف من همومه وأحزانه.

3. الدعاء يزيل الهم والحزن عن العبد، ويبعد عنه الأذى والشر.

4. الدعاء يفتح أبواب الرزق على العبد، ويزيد من بركته.

5. الدعاء ييسر الأمور على العبد، ويحفظ صحته وعافيته.

6. الدعاء يحقق للعبد ما يتمنى، وينجيه من كل مكروه.

النية في الدعاء:

يشترط لصحة الدعاء أن يكون مقصوداً به وجه الله تعالى، لا لغيره من مخلوقاته.

فمن دع الله تعالى لغيره، أو لغير وجهه، أو لغيره مع وجهه، لم يستجب الله تعالى له، بل قد يعاقبه على ذلك.

وهكذا يكون الدعاء نوع من العبادة التي بها يلين العبد لله تعالى.

آداب الدعاء:

هناك آداب ينبغي للمسلم أن يراعيها عند الدعاء، من أهمها:

1. أن يبدأ الدعاء بالحمد والثناء على الله عز وجل، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2. أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى، لا لغيره من مخلوقاته.

3. أن يكون الدعاء متضمناً للتذلل والخشوع لله تعالى.

4. أن يكون الدعاء صادراً من قلب خاشع، ولسان صادق.

5. أن يكون الدعاء مكرراً ومستجاباً، لا مستعجلاً.

6. أن يكون الدعاء مقيداً بما فيه خير للدعاء، لا بما فيه ضرر له.

7. أن يكون الدعاء مصحوباً باليقين والإيمان بأن الله تعالى سيستجيب له.

أفضل أوقات الدعاء:

هناك أوقات يستحب فيها الدعاء، وهي:

1. في آخر الليل، وخاصة في الثلث الأخير منه.

2. عند السحر، وقبل طلوع الشمس.

3. بين الأذان والإقامة.

4. بعد صلاة الفجر.

5. بعد صلاة العصر.

6. يوم الجمعة، خاصة في ساعة الإجابة، وهي الساعة التي تقع قبل صلاة العصر.

7. في يوم عرفة، وهو يوم الحج الأكبر.

أقوال العلماء في الدعاء:

لقد وردت عن العلماء أقوال كثيرة في فضل الدعاء وأهميته، ومن هذه الأقوال:

1. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “الدعاء هو العبادة، وهو مخ العبادة، وهو رأس العبادة، وهو لب العبادة، وهو روح العبادة، وهو حقيقة العبادة”.

2. قال الإمام الغزالي رحمه الله: “الدعاء سلاح المؤمن، وكنز الولي، وجنة المتقي، ونور العابد”.

3. قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: “الدعاء مفتاح النصر، وسبب الظفر، ومدد السعد، ومعدن العون، وموضع الإجابة”.

الخلاصة:

الدعاء من أهم العبادات التي ينبغي للمسلم أن يكثر من ترديدها في يومه، وفي كل وقت وحين.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن، وكنز الولي، وجنة المتقي، ونور العابد”، وللدعاء فوائد وأهمية عظيمة، من أهمها: تقريب العبد إلى ربه، ومنحه الطمأنينة والسكينة، ورفع الهم والحزن عنه، وفتح أبواب الرزق عليه، وتيسير الأمور له، وتحقيق ما يتمنى، ونجاته من كل مكروه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *