المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الله تعالى قد أمرنا بالسؤال والدعاء إليه، ووعدنا بالإجابة، فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
ومن أهم ما نسأل الله تعالى أن يوفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات، ففعل الخيرات يوصلنا إلى الجنة، وترك المنكرات يبعدنا عن النار.
وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أهمية فعل الخيرات وترك المنكرات، وكيف نحقق ذلك.
فضل فعل الخيرات
فعل الخيرات من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لدخول الجنة، وقد حثنا الله تعالى على فعل الخيرات في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (27)}.
ومن فضائل فعل الخيرات:
أنها تزيد من محبة الله تعالى لنا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب العباد إلى الله أنفعهم للناس”.
أنها تدخل السرور على قلب المؤمن، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدخل سرورًا على قلب مسلم أدخل الله عليه سرورًا في الدنيا والآخرة”.
أنها تكفر الذنوب والخطايا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”.
فضل ترك المنكرات
ترك المنكرات من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سبب لدخول الجنة، وقد حذرنا الله تعالى من اتباع المنكرات في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال تعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)}.
ومن فضائل ترك المنكرات:
أنها تزيد من خشية الله تعالى في قلوبنا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله حيثما كنتم وأتبعوا السيئة الحسنة تمحها وخالقوا الناس بخلق حسن”.
أنها تجعلنا في مأمن من عذاب الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه”.
أنها تجعل حياتنا أفضل وأسعد، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك لومة اللائمين فيما بينه وبين الله تعالى استراح”.
أسباب فعل الخيرات وترك المنكرات
هناك العديد من الأسباب التي تدفعنا إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، ومنها:
خشية الله تعالى: وهي الخوف من عذاب الله تعالى والحرص على رضاه.
حب الله تعالى: وهو محبة الله تعالى في قلوبنا والرغبة في التقرب إليه.
اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: وهو اتباع ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وتقليد.
الرغبة في دخول الجنة: وهي الرغبة في دخول الجنة والتمتع بنعيمها الدائم.
الخوف من دخول النار: وهو الخوف من دخول النار وتعذيبها الشديد.
كيف نحقق فعل الخيرات وترك المنكرات؟
هناك العديد من الطرق التي تساعدنا على تحقيق فعل الخيرات وترك المنكرات، ومنها:
الدعاء والتضرع إلى الله تعالى: وهو طلب العون من الله تعالى للتوفيق لفعل الخيرات وترك المنكرات.
قراءة القرآن الكريم وتدبره: وهو فهم معاني القرآن الكريم والعمل بما فيه.
ذكر الله تعالى وتسبيحه: وهو ذكر الله تعالى في كل وقت وحين.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو الأمر بالخير وترك المنكر.
مجالسة الصالحين: وهي مجالسة العلماء والعباد الصالحين.
مجاهدة النفس: وهي مجاهدة النفس عن اتباع الشهوات والهوى.
آثار فعل الخيرات وترك المنكرات في الدنيا والآخرة
لفعل الخيرات وترك المنكرات آثار عظيمة في الدنيا والآخرة، ومنها:
في الدنيا:
السعادة والراحة النفسية.
محبة الناس.
النجاح في الدنيا.
البركة في الرزق.
في الآخرة:
دخول الجنة.
الفوز برضا الله تعالى.
النجاة من عذاب النار.
الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الذين يحبهم ويحبونه.