اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا واغفر لنا
مقدمة:
اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عنّا واغفر لنا، ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، ما أسررنا وما أعلنّا، ما أنت أعلم به منّا، وما نحن أعلم به من أنفسنا. اللهم تقبل توبتنا، واجعلنا من عبادك الصالحين المتقين.
1. اللهم إنك عفو:
اللهم إنك عفو، أي ذو عفو، أي ذو شأن عفو، أي ذو طبيعة عفو، أي من شيمته العفو. والعفو هو التجاوز عن الذنب أو العقوبة، وهو من صفات الله تعالى، وهو يحب العفو ويفرح به.
– أولاً: اللهم إنك عفو عن عبيدك، تتجاوز عن ذنوبهم وسيئاتهم، وتغفر لهم خطاياهم، وتقبل توبتهم.
– ثانياً: اللهم إنك تحب العفو، وتحبه من عبادك، وتثيبهم عليه، وتدخل المتعفين مع المتقين والأبرار والصالحين.
– ثالثاً: اللهم إنك عفوت عنا في مواطن كثيرة، حين عصينا أمرك وخالفنا شرعك، وتعدينا حدودك، فلم تؤاخذنا بعقوبتك، بل تجاوزت عن ذنوبنا وغفرت لنا خطايانا.
2. فاعف عنا واغفر لنا:
اللهم فاعف عنا واغفر لنا، ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، ما أسررنا وما أعلنّا، ما أنت أعلم به منّا، وما نحن أعلم به من أنفسنا.
– أولاً: اللهم اعف عنا عن ذنوبنا التي اقترفناها جهلاً أو عمداً، عن ذنوبنا الصغيرة والكبيرة، عن ذنوبنا التي نعترف بها والتي نغفل عنها.
– ثانياً: اللهم اغفر لنا خطايانا وتجاوز عن سيئاتنا، وامحُ ذنوبنا من صحائف أعمالنا، واجعلنا من عبادك الصالحين المتقين.
– ثالثاً: اللهم إنك تعلم أننا ضعفاء، وأننا معرضون للخطأ والزلل، وأننا لا نقوى على احتمال عقوبتك، فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا.
3. ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر:
اللهم إنك تعلم ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، ما أسررنا وما أعلنّا، ما أنت أعلم به منّا، وما نحن أعلم به من أنفسنا.
– أولاً: اللهم إنك تعلم ذنوبنا التي اقترفناها في الماضي، والتي ما زلنا نقترفها في الحاضر، والتي سنقترفها في المستقبل.
– ثانياً: اللهم إنك تعلم ذنوبنا التي أسررناها في قلوبنا، ولم نعلن عنها لأحد، والتي أعلنا عنها واعترفنا بها.
– ثالثاً: اللهم إنك تعلم ذنوبنا التي نعترف بها ونقرّ بها، والتي نغفل عنها ونتناساها.
4. ما أسررنا وما أعلنّا:
اللهم إنك تعلم ما أسررنا وما أعلنّا، ما أنت أعلم به منّا، وما نحن أعلم به من أنفسنا.
– أولاً: اللهم إنك تعلم ما نخفيه في قلوبنا من أفكار ومعتقدات ونوايا، سواء كانت صالحة أو طالحة.
– ثانياً: اللهم إنك تعلم ما نتفوّه به من أقوال وأحاديث، سواء كانت خيراً أو شراً، سواء كانت حقاً أو باطلاً.
– ثالثاً: اللهم إنك تعلم ما نفعله من أعمال وأفعال، سواء كانت طاعة أو معصية، سواء كانت خيراً أو شراً.
5. ما أنت أعلم به منّا وما نحن أعلم به من أنفسنا:
اللهم إنك أنت أعلم بنا من أنفسنا، واطلاعك علينا أتم وأكمل وأشمل من اطلاعنا على أنفسنا.
– أولاً: اللهم إنك تعلم أحوالنا الظاهرة والباطنة، تعلم ما نُكنّه في صدورنا من حب وبغض ورغبة وكراهية.
– ثانياً: اللهم إنك تعلم ما يعتمل في نفوسنا من أفكار ومعتقدات ورغبات ودوافع، سواء كانت صالحة أو طالحة.
– ثالثاً: اللهم إنك تعلم ما نحتاج إليه من خير وشر، وما يصلح لنا وما يضرنا، وما ينفعنا وما يضرنا.
6. تقبل توبتنا واجعلنا من عبادك الصالحين المتقين:
اللهم تقبل توبتنا، واجعلنا من عبادك الصالحين المتقين، الذين يخشونك ويطيعون أمرك وينتهون عن نواهيك.
– أولاً: اللهم تقبل توبتنا، التي هي رجوعنا عن الذنب وتركه، وإخلاص عملنا لك وحدك لا شريك لك.
– ثانياً: اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، الذين يصلحون أنفسهم وأهليهم وأموالهم، وينفعون الناس بأقوالهم وأفعالهم.
– ثالثاً: اللهم اجعلنا من عبادك المتقين، الذين يراقبونك في أقوالهم وأفعالهم، ويحذرون من معصيتك، ويأتون ما أمرت به ويتركون ما نهيت عنه.
7. الخاتمة:
اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عنّا واغفر لنا، ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، ما أسررنا وما أعلنّا، ما أنت أعلم به منّا، وما نحن أعلم به من أنفسنا. اللهم تقبل توبتنا، واجعلنا من عبادك الصالحين المتقين. اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة، وأدخلنا جناتك مع المتقين والصالحين.