اللهم اني ابرأ اليك من حولي وقوتي الى حولك وقوتك

No images found for اللهم اني ابرأ اليك من حولي وقوتي الى حولك وقوتك

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن من أهم ما يجب على المسلم أن يفعله هو اللجوء إلى الله تعالى في جميع أموره، والتضرع إليه والدعاء له بالخير والسلامة. ومن الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد قوله: “اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك”.

1. معنى حديث “اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك”:

أ- الإقرار بضعف الإنسان وقصوره: إن هذا الحديث يدل على أن الإنسان ضعيف بطبعه، ولا حول له ولا قوة إلا بالله تعالى. فهو معترف بضعفه وقصوره، ويلجأ إلى الله تعالى ليمنحه القوة والقدرة.

ب- التوكل على الله تعالى: إن التوكل على الله تعالى هو من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يتحلى بها. فعندما يبرأ المسلم إلى الله تعالى من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك، فهو بذلك يتوكل عليه ويتكل عليه في جميع أموره، ويؤمن بأن الله وحده هو الذي يعينه وينصره.

ج- طلب العون من الله تعالى: إن هذا الحديث يدل على أن المسلم يلجأ إلى الله تعالى في طلب العون والمساعدة. فهو يطلب منه أن يقويه وينصره في جميع أموره، وأن يمنحه القوة والقدرة على مواجهة التحديات والشدائد التي تواجهه.

2. فضل قول حديث “اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك”:

أ- إجابة الدعاء: إن من فضل قول هذا الحديث أنه يستجيب له الله تعالى، ويمنح المسلم القوة والقدرة على مواجهة التحديات والشدائد التي تواجهه.

ب- حصول المسلم على عون الله تعالى: عندما يقول المسلم هذا الحديث، فهو بذلك يحصل على عون الله تعالى في جميع أموره، وينال منه النصر والتوفيق.

ج- زيادة إيمان المسلم وتقواه: إن قول هذا الحديث يزيد من إيمان المسلم وتقواه، ويقربه من الله تعالى، ويجعله أكثر توكلاً عليه.

3. مواقف من السيرة النبوية تدل على أهمية اللجوء إلى الله تعالى:

أ- موقف الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر: عندما واجه الرسول صلى الله عليه وسلم جيش المشركين في غزوة بدر، كان قليلاً من العدد والعتاد. إلا أنه لجأ إلى الله تعالى وطلب منه النصر، واستجاب الله تعالى لدعائه ومنحه النصر على المشركين.

ب- موقف الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد: عندما واجه الرسول صلى الله عليه وسلم جيش المشركين في معركة أحد، كان كثيرًا من العدد والعتاد. إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعتمد على كثرة الجيش والعتاد، بل لجأ إلى الله تعالى وطلب منه النصر. واستجاب الله تعالى لدعائه ومنحه النصر على المشركين.

ج- موقف الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق: عندما حفر المشركون الخندق حول المدينة المنورة، وقطعوا الطريق عن المسلمين، لجأ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى وطلب منه الفرج. واستجاب الله تعالى لدعائه وأرسل عليهم الرياح والأمطار، وأجبرهم على التراجع.

4. أقوال العلماء في فضل حديث “اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك”:

أ- قال الإمام النووي: “هذا الحديث من جوامع الكلم، ومنها ما يدل على أن العبد ضعيف من نفسه لا حول له ولا قوة إلا ما أعطاه الله تعالى”.

ب- قال ابن رجب الحنبلي: “هذا الحديث يدل على أن الإنسان لا قوة له ولا حول له إلا بالله تعالى، وأن عليه أن يتوكل على الله في جميع أموره، وأن يقصد الله تعالى في كل شيء”.

ج- وقال ابن القيم الجوزية: “هذا الحديث من جوامع الكلم، ومنها ما يدل على أن العبد فقير إلى ربه في جميع أحواله، وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله تعالى”.

5. كيفية قول حديث “اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك”:

أ- يمكن للمسلم قول هذا الحديث في أي وقت وفي أي مكان، سواء كان في صلاته أو في دعائه أو في أي وقت آخر.

ب- يستحب للمسلم أن يكثر من قول هذا الحديث، خصوصًا في أوقات الشدائد والمحن، وعندما يواجه التحديات والمشكلات في حياته.

ج- يمكن للمسلم قول هذا الحديث في صلاته، وذلك بعد التشهد الأول وقبل الركوع.

6. آداب الدعاء:

أ- الإخلاص لله تعالى: يجب على المسلم أن يكون مخلصًا لله تعالى في دعائه، وأن يتوجه إليه وحده دون غيره.

ب- الحضور والخشوع: يجب على المسلم أن يكون حاضرًا وخشوعًا في دعائه، وأن يتوجه إلى الله تعالى بقلب سليم خاشع.

ج- اليقين بالإجابة: يجب على المسلم أن يكون على يقين بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه، وأنه لن يرده خائباً.

7. الخاتمة:

وفي الختام، فإن حديث “اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك” من الأدعية العظيمة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يجب على المسلم أن يكثر من قولها. فإن هذا الحديث يدل على أن الإنسان ضعيف بطبعه، ولا حول له ولا قوة إلا بالله تعالى. وهو يدل أيضًا على أن الإنسان يجب أن يتوكل على الله تعالى في جميع أموره، وأن يطلب منه العون والمساعدة. وقد ذكرنا في هذا المقال فضل قول هذا الحديث، ومواقف من السيرة النبوية تدل على أهمية اللجوء إلى الله تعالى، وأقوال العلماء في فضل هذا الحديث، وكيفية قوله، وآداب الدعاء. نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى قول هذا الحديث بكثرة وأن يستجيب لدعائنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *