اللهم إني أبرأ من حَوْلِي
مقدمة:
الحمدلله رب العالمين على ما رزقنا من النعم في لسان ننطق به، وجوارح نقدر على تحريكها، ومال نتصرف فيه، ونشكر الله على ما يسر لنا من أسباب. اللهم لك الحمد حمد الشاكرين، ولك الشكر شكر الذاكرين، ولك العبادة عبادة العابدين. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد، فإن لكل مؤمن ومسلم أن يتضرع إلى الله عز وجل ويطلب منه العون والتوفيق، ويطلب منه النصر على الأعداء، وأن ينجيه من شرهم وبأسهم. ويسأل الله تعالى أن يجعل له من أمره فرجاً ومخرجاً.
اللجوء إلى الله:
الله عز وجل هو الملجأ والمأوى للمؤمنين، وهو الذي يلجأ إليه العباد في كل أمر يريدون الخلاص منه، أو تحقيق أمر معين يريدون تحقيقه ولا يستطيعون تحقيقه إلا بعون الله تعالى وتوفيقه. لذلك فإن العبد إذا أراد أن يدعو الله عز وجل، فعليه أن يخلص النية لله وحده لا شريك له، وأن يوقن بأن الله تعالى وحده هو الذي يمكن أن ينقذه من الشرور ويحقق له ما يريد.
اللهم إني أبرأ من حَوْلِي:
والمقصود من قول “اللهم إني أبرأ من حَوْلِي” هو أن العبد يقر ويؤمن بأن كل ما في هذا العالم من خير أو شر، من نعمة أو نقمة، من عافية أو مرض، من سرور أو حزن، من حياة أو موت، كله من عند الله تعالى وحده لا شريك له. وأن العبد لا حول له ولا قوة إلا بالله تعالى وحده لا شريك له.
العبودية لله وحده لا شريك له:
أما العبودية لله وحده لا شريك له، فهي من أعظم العبادات وأجلها، وهي التي يثاب عليها العبد ويرتقي في درجات الإيمان. وهي أن يخلص العبد لله تعالى وحده لا شريك له، فلا يشرك به أحداً ولا يعبد أحداً سواه.
مبررات التوكل على الله:
وللتوكل على الله تعالى مبررات عديدة تدعو العبد إلى أن يتوكل على الله وحده لا شريك له، ومن هذه المبررات:
1. توحيد الله تعالى: فالعبد إذا كان موحداً لله تعالى، فإنه يعلم أن هذا الذي يسأله هو المالك المتصرف في كل شيء، وأن هذا الذي يلجأ إليه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض.
2. رحمة الله تعالى: فالعبد إذا كان مؤمناً برحمة الله تعالى، فإنه يعلم أن الله تعالى رحيم بالعباد، وأنه يرحمهم ويحفظهم وينصرهم على أعدائهم.
3. قدرة الله تعالى: فالعبد إذا كان مؤمناً بقدرة الله تعالى، فإنه يعلم أن الله تعالى قادر على كل شيء، وأنه لا شيء يعجزه في السماوات ولا في الأرض.
أمثلة على التوكل على الله:
والتوكل على الله تعالى من أعظم العبادات وأجلها، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على التوكل على الله تعالى، ومن الأمثلة على التوكل على الله تعالى:
1. توكل إبراهيم عليه السلام على الله تعالى عندما ألقاه الظالمون في النار، فأنقذه الله تعالى منها.
2. توكل موسى عليه السلام على الله تعالى عندما واجه فرعون وجنوده، فأنجاه الله تعالى منهم وفرق بينهم.
3. توكل محمد صلى الله عليه وسلم على الله تعالى في غزوة بدر، فأنزل الله تعالى نصره عليه وعلى المؤمين.
خاتمة:
وفي الختام، فإن الله عز وجل هو الملجأ والمأوى للمؤمنين، وهو الذي يلجأ إليه العباد في كل أمر يريدون الخلاص منه، أو تحقيق أمر معين يريدون تحقيقه ولا يستطيعون تحقيقه إلا بعون الله تعالى وتوفيقه. لذلك فإن العبد إذا أراد أن يدعو الله عز وجل، فعليه أن يخلص النية لله وحده لا شريك له، وأن يوقن بأن الله تعالى وحده هو الذي يمكن أن ينقذه من الشرور ويحقق له ما يريد.