**بسم الله الرحمن الرحيم**
**اللهم أني أبرأ من حولي وقوتي**
**المقدمة**
إن من أعظم ما يمكن للإنسان أن يقوله في دعائه: “اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي”. فهذه الكلمات تعني أن الإنسان يقر بعجزه وضعفه أمام الله تعالى، وأن كل ما يملكه من حول وقوة إنما هو من عند الله تعالى. وهذا الإقرار بعجز الإنسان وضعفه أمام الله تعالى هو من أهم أسباب القرب منه سبحانه وتعالى.
**الفقرة الأولى: معنى التوكل على الله**
التوكل على الله تعالى هو الاعتماد عليه وحده في جميع الأمور، والثقة الكاملة بأنه وحده القادر على تحقيق ما يريد الإنسان. وهذا التوكل لا يعني أن الإنسان يجلس مكتوف الأيدي وينتظر أن يفعل الله تعالى كل شيء له، بل هو يعني أن الإنسان يبذل قصارى جهده في سبيل تحقيق ما يريد، ولكنه يعتمد على الله تعالى في النهاية في تحقيق هذا الهدف.
**الفقرة الثانية: فضل التوكل على الله**
التوكل على الله تعالى له فضل كبير، ومن هذا الفضل:
1. أن التوكل على الله تعالى يورث العبد الطمأنينة والسكينة في القلب، لأن الله تعالى هو خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
2. أن التوكل على الله تعالى يجلب العبد رزقه من حيث لا يحتسب، لأن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين.
3. أن التوكل على الله تعالى يجعل العبد ناجحًا في حياته، لأن الله تعالى هو الموفق وهو المعين.
**الفقرة الثالثة: كيفية التوكل على الله**
هناك عدة طرق يمكن للإنسان من خلالها التوكل على الله تعالى، ومن هذه الطرق:
1. الإيمان بأن الله تعالى وحده هو القادر على تحقيق ما يريد الإنسان.
2. الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور، وعدم الاعتماد على غيره.
3. ذكر الله تعالى كثيرًا، والدعاء إليه في كل وقت وحين.
**الفقرة الرابعة: صفات المتوكل على الله**
للمتوكل على الله تعالى عدة صفات، ومن هذه الصفات:
1. القوة والثبات: المتوكل على الله تعالى لا يخاف أحدًا إلا الله تعالى، ولا يخشى شيئًا إلا عقابه سبحانه وتعالى.
2. الصبر والرضا: المتوكل على الله تعالى يصبر على المصائب والشدائد، ويرضى بقضاء الله تعالى وقدره.
3. اليقين والإخلاص: المتوكل على الله تعالى يوقن بأن الله تعالى وحده هو القادر على تحقيق ما يريد، ويخلص له وحده في عبادته ودعائه.
**الفقرة الخامسة: أمثلة على التوكل على الله**
هناك العديد من الأمثلة على التوكل على الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن هذه الأمثلة:
1. قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ألقاه قومه في النار، فتوكل على الله تعالى وأنجاه من النار.
2. قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما أمره الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه فانفلق البحر، فتوكل على الله تعالى ومشى هو وقومه في البحر سالمين.
3. قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة، فتوكل على الله تعالى وأنجاه من أعدائه.
**الفقرة السادسة: أسباب نقص التوكل على الله**
هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى نقص التوكل على الله تعالى، ومن هذه الأسباب:
1. ضعف الإيمان بالله تعالى: من أهم أسباب نقص التوكل على الله تعالى ضعف الإيمان بالله تعالى، وعدم الاعتقاد بأن الله تعالى وحده هو القادر على تحقيق ما يريد الإنسان.
2. الاعتماد على غير الله تعالى: من أسباب نقص التوكل على الله تعالى أيضًا الاعتماد على غيره، والاعتقاد بأن غير الله تعالى قادر على تحقيق ما يريد الإنسان.
3. كثرة الذنوب والمعاصي: من أسباب نقص التوكل على الله تعالى أيضًا كثرة الذنوب والمعاصي، لأن الذنوب والمعاصي تجعل الإنسان بعيدًا عن الله تعالى، وتقلل من ثقته به سبحانه وتعالى.
**الفقرة السابعة: كيفية زيادة التوكل على الله**
هناك عدة طرق يمكن للإنسان من خلالها زيادة التوكل على الله تعالى، ومن هذه الطرق:
1. زيادة الإيمان بالله تعالى: يمكن للإنسان أن يزيد إيمانه بالله تعالى من خلال قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية، والتفكر في مخلوقات الله تعالى، والاعتبار بآياته الكونية.
2. الاعتماد على الله تعالى وحده: يمكن للإنسان أن يزيد اعتماده على الله تعالى وحده من خلال الدعاء إليه كثيرًا، والتوكل عليه في جميع أموره، وعدم الاعتماد على غيره.
3. تقليل الذنوب والمعاصي: يمكن للإنسان أن يقلل ذنوبه ومعاصيه من خلال الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، والتوبة من الذنوب السابقة، والعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى.
**الخاتمة**
إن التوكل على الله تعالى هو من أهم أسباب القرب منه سبحانه وتعالى، وهو من أهم أسباب السعادة والنجاح في الحياة الدنيا والآخرة. فنسأل الله تعالى أن يزيدنا توكلًا عليه، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه حقًا.