[اللهم إنّي أسألك في هذا الصباح]
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛ فإن الدعاء لله عز وجل من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فالدعاء هو مناجاة العبد لربه، وهو وسيلة التواصل بين العبد وخالقه، وهو مفتاح الفرج، وهو سبيل تحقيق الأمنيات، فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
1. أدعية الصباح:
أدعية الصباح هي تلك الأدعية التي يدعو بها العبد لله عز وجل عند الاستيقاظ من النوم، وتشتمل هذه الأدعية على الشكر لله عز وجل على نعمة الاستيقاظ، والدعاء له بالهداية والتوفيق، والرزق الوفير، والصحة والعافية، وحفظ النفس والأهل والمال، وغيرها من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أهم أدعية الصباح: “اللهم إني أسألك في هذا الصباح، أن ترزقني فيه الهداية والتوفيق، وأن تيسر لي أمري، وأن تقضي لي حاجتي، وأن تحفظني من كل شر، وأن تتم نعمتك عليَّ، وأن ترضيني بقضائك، وأن توليني من لدنك رحمة، إنك على كل شيء قدير”.
كما يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يدعو بأي دعاء يخطر على باله، فالدعاء لله عز وجل لا يشترط له صيغة معينة، وإنما يكفي أن يكون الدعاء صادقا من القلب.
2. أهمية أدعية الصباح:
لأدعية الصباح أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهي تجعله يشعر بالتقرب إلى الله عز وجل، وتساعده على بدء يومه بنشاط وحيوية، وتنير قلبه بنور الإيمان، وتجعله يشعر بالاطمئنان والسكينة، وتبعد عنه الحزن والهم والغم، وتقيه من شرور النفس والهوى والعدو.
كما أن أدعية الصباح تكون سببا في استجابة دعاء المسلم، فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
لذلك يجب على المسلم أن يحرص على الدعاء لله عز وجل في الصباح، وأن يكثر من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يدعو بما شاء من الأدعية التي يخطر على باله، فالدعاء لله عز وجل لا يشترط له صيغة معينة، وإنما يكفي أن يكون الدعاء صادقا من القلب.
3. فضل أدعية الصباح:
لأدعية الصباح فضل كبير عند الله عز وجل، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال حين يصبح: اللهم إني أسألك خير هذا اليوم، وخير ما فيه، وأعوذ بك من شر هذا اليوم، وشر ما فيه، استجاب الله له دعاءه”.
كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
ومن فضل أدعية الصباح أنها تكون سببا في استجابة دعاء المسلم، فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
4. شروط استجابة أدعية الصباح:
لكي يستجيب الله عز وجل لدعاء المسلم في الصباح، يجب أن تتوفر فيه عدة شروط، أهمها:
أن يكون الدعاء خالصا لله عز وجل، لا يشوبه أي شرك أو نفاق.
أن يدعو المسلم بما هو خير له في دينه ودنياه وآخرته.
أن يدعو المسلم بقلب صادق ونية صافية.
أن يكثر المسلم من الدعاء ولا يمل أو يكل.
أن يدعو المسلم في أوقات الإجابة، مثل وقت السحر، وبعد الصلاة المفروضة، وعند الدعاء بين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند رؤية الكعبة المشرفة، وعند رؤية الهلال الجديد، وعند الشدة والضيق.
5. آداب الدعاء:
عند الدعاء لله عز وجل، يجب أن يتأدب المسلم بآداب الدعاء، أهمها:
أن يستقبل المسلم القبلة عند الدعاء.
أن يرفع المسلم يديه عند الدعاء.
أن يخشع المسلم في دعائه ويحضر قلبه.
أن يتضرع المسلم إلى الله عز وجل في دعائه.
أن يدعو المسلم بما هو خير له في دينه ودنياه وآخرته.
أن يدعو المسلم بصوت خافت وبتؤدة.
أن يدعو المسلم بإلحاح وتكرار.
أن يثني المسلم على الله عز وجل قبل الدعاء وبعده.
6. الأدعية المستحب دعوتها في الصباح:
من الأدعية المستحب دعوتها في الصباح:
“اللهم إني أسألك خير هذا اليوم، وخير ما فيه، وأعوذ بك من شر هذا اليوم، وشر ما فيه”.
“اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
“اللهم إني أسألك رزقا حلالا طيبا، يكفيني فيه ما يكفيني وأهلي ومالي، اللهم إني أسألك الهداية والتوفيق، اللهم إني أسألك الصبر والسلوان، اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار”.
7. خاتمة:
في ختام مقالنا هذا، ندعو الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم خير هذا اليوم، وخير ما فيه، وأن يعوذنا من شر هذا اليوم، وشر ما فيه، وأن يجعل دعاءنا في هذا الصباح مقبولا مستجابا.