اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” (البقرة: 43).
العفو والمغفرة
إن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويغفر لهم ذنوبهم، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” (الشورى: 25).
موجبات الرحمة
إن هناك أموراً وأفعالاً تقرب العبد من ربه وتجعله مستحقاً لرحمته ومغفرته، ومن هذه الأمور:
– الإيمان بالله تعالى ورسله: إن الإيمان بالله تعالى ورسله هو الأساس الذي تبنى عليه جميع العبادات الأخرى، وهو شرط أساسي لنيل رحمة الله تعالى ومغفرته.
– تقوى الله تعالى: إن تقوى الله تعالى هي أن يعمل العبد بما أمره الله تعالى وينتهي عما نهاه عنه، وأن يحذر من معصية الله تعالى في السر والعلن.
– الاستغفار والتوبة: إن الاستغفار والتوبة من الذنوب من أهم موجبات رحمة الله تعالى ومغفرته، قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).
عزائم المغفرة
إن هناك أموراً وأفعالاً محددة جعلها الله تعالى سبباً لمغفرة الذنوب، ومن هذه الأمور:
– الصلاة: إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، قال تعالى: “أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” (البقرة: 43).
– الزكاة: إن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي عبادة مالية مفروضة على المسلمين، قال تعالى: “وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” (البقرة: 43).
– الصيام: إن الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو عبادة بدنية مفروضة على المسلمين، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).
فضل الدعاء
إن الدعاء من أعظم العبادات وأفضلها، وهو من موجبات رحمة الله تعالى ومغفرته، قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (البقرة: 186).
آداب الدعاء
هناك آداب يجب مراعاتها عند الدعاء، ومن هذه الآداب:
– الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى وحده، لا يُشرك معه أحداً.
– الخشوع والتضرع: يجب أن يكون الدعاء بخشوع وتضرع، وأن يكون العبد متيقناً من إجابة الله تعالى لدعائه.
– الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى: يجب أن يدعو العبد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وأن يثني عليه ويمجده قبل الدعاء.
موانع الإجابة
هناك أمور قد تحول بين العبد وبين إجابة دعائه، ومن هذه الأمور:
– الذنوب والمعاصي: إن الذنوب والمعاصي تحول بين العبد وبين إجابة دعائه، قال تعالى: “وَدَعَوْنَا رَبَّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ” (الأعراف: 23).
– قلة اليقين: إن قلة اليقين بإجابة الله تعالى للدعاء قد تحول بين العبد وبين إجابة دعائه، قال تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ” (هود: 96-98).
– الدعاء بقطع الرحم: إن الدعاء بقطع الرحم قد يحول بين العبد وبين إجابة دعائه، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ” (الرعد: 25).
الخاتمة
إن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويغفر لهم ذنوبهم، وإن هناك أموراً وأفعالاً تقرب العبد من ربه وتجعله مستحقاً لرحمته ومغفرته، ومن هذه الأمور الإيمان بالله تعالى ورسله، وتقوى الله تعالى، والاستغفار والتوبة.
كما أن هناك أموراً وأفعالاً محددة جعلها الله تعالى سبباً لمغفرة الذنوب، ومن هذه الأمور الصلاة والزكاة والصيام.
وإن الدعاء من أعظم العبادات وأفضلها، وهو من موجبات رحمة الله تعالى ومغفرته، ولكن هناك آداب يجب مراعاتها عند الدعاء، حتى يُستجاب للدعاء.