**اللهم إني استودعتك قطعة من قلبي**
**مقدمة**
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم ما يثقل كاهل المسلم في هذه الحياة الدنيا هو فراق الأحبة، فالفراق شعور مؤلم يترك في النفس غصةً وحزنًا كبيرًا، ولا سيما إن كان الفراق عن شخص عزيز وغالي على القلب، فالفراق عن الأحبة من أقسى التجارب التي يمر بها الإنسان في حياته، وقد عبر الشعراء والأدباء عن ألم الفراق في أشعارهم ورواياتهم، ومن أجمل ما قيل في الفراق قول الشاعر:
**فراق الأحبة نارٌ تلظى وتأكل الأحشاء**
**ولوعة الشوق تصهر القلب وتجعله رمادًا**
**فيا اللهم إني استودعتك قطعة من قلبي**
**فل ترجع إليّ سالمة غانمة**
**أسباب الفراق**
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فراق الأحبة، ومن هذه الأسباب:
– الموت: الموت هو السبب الأول والأخير لفراق الأحبة، فالموت حق على كل حي، ولا مفر منه، وقد قال تعالى في كتابه العزيز:
**كل نفس ذائقة الموت**
– السفر: من أسباب الفراق أيضًا السفر، فقد يضطر الإنسان إلى السفر من أجل العمل أو الدراسة أو العلاج، وقد يطول سفره فيبقى بعيدًا عن أحبته لفترة طويلة.
– العمل: قد يضطر الإنسان أيضًا إلى العمل في مدينة أخرى غير المدينة التي يعيش فيها أهله وأحبابه، وقد يضطره عمله إلى السفر كثيرًا، مما يجعله بعيدًا عنهم معظم الوقت.
– الزواج: الزواج من أسباب الفراق أيضًا، فقد يضطر الإنسان إلى ترك أهله ومدينته والانتقال إلى مدينة أخرى من أجل الزواج، وقد يعيش بعيدًا عنهم طوال حياته.
**آثار الفراق**
للفراق آثار سلبية كثيرة على الإنسان، ومن هذه الآثار:
– الحزن والأسى: الفراق يسبب الحزن والأسى للإنسان، وقد يصل به الحزن إلى حد اليأس والإحباط.
– الاكتئاب: الفراق قد يؤدي أيضًا إلى الاكتئاب، وهو مرض نفسي خطير قد يؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات.
– اضطرابات النوم: الفراق قد يسبب أيضًا اضطرابات النوم، وقد يجد الإنسان صعوبة في النوم أو قد يعاني من الأرق.
– اضطرابات الشهية: الفراق قد يؤدي أيضًا إلى اضطرابات الشهية، وقد يجد الإنسان أنه فقد شهيته أو أنه أصبح يأكل أكثر من المعتاد.
**كيف نتعامل مع الفراق؟**
هناك العديد من الطرق التي تساعدنا على التعامل مع الفراق، ومن هذه الطرق:
– الصبر والاحتساب: الصبر من أعظم ما يعين الإنسان على تحمل الفراق، وقد قال تعالى في كتابه العزيز:
**واصبر وما صبرك إلا بالله**
– الدعاء: الدعاء من أفضل ما نلجأ إليه عند الفراق، فالدعاء يريح النفس ويشعر الإنسان بأنه ليس وحيدًا.
– الانشغال بالعمل أو الدراسة: الانشغال بالعمل أو الدراسة يساعد على نسيان الفراق ولو لفترة وجيزة.
– ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة تساعد أيضًا على نسيان الفراق، فهي تفرز هرمونات السعادة التي تحسن من الحالة المزاجية.
– قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام: قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام تساعد أيضًا على نسيان الفراق، فهي تنقل الإنسان إلى عالم آخر بعيدًا عن عالم الفراق والحزن.
**خاتمة**
الفراق شعور مؤلم يترك في النفس غصةً وحزنًا كبيرًا، ولكن هناك العديد من الطرق التي تساعدنا على التعامل مع الفراق، ومن هذه الطرق الصبر والاحتساب والدعاء والانشغال بالعمل أو الدراسة وممارسة الرياضة وقراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام. نسأل الله تعالى أن يعيننا على فراق الأحبة وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم.