اللهم إني استودعتك ولدي
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الأبناء هم زينة الحياة الدنيا، وقرة أعين الوالدين، وهم أغلى ما يملك الإنسان في هذه الدنيا، ولذا فإن الوالدين حريصون كل الحرص على رعاية أبنائهم، وحمايتهم من كل مكروه، وتلبية كل احتياجاتهم.
وقد شرع الله سبحانه وتعالى للوالدين أدعية كثيرة يدعون بها لأبنائهم، ومن هذه الأدعية: “اللهم إني استودعتك ولدي”.
وهذا الدعاء من الأدعية العظيمة التي ينبغي للوالدين أن يحرصوا على الدعاء بها لأبنائهم، ففيه من الخير والبركة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
فضل الاستوداع
1. إن الاستوداع إلى الله سبحانه وتعالى فيه تفويض الأمر إليه، وتسليمه له، وهذا من أعظم العبادات، وأفضل القربات.
2. إن الاستوداع إلى الله سبحانه وتعالى فيه ثقة ويقين بأن الله سبحانه وتعالى هو خير الحافظين، وأنه لن يضيع الأمانة التي استودعها إياه.
3. إن الاستوداع إلى الله سبحانه وتعالى فيه استشعار لمراقبة الله سبحانه وتعالى، والإقرار بملكيته وتصرفه في كل شيء.
أنواع الاستوداع
1. الاستوداع المادي: وهو استوداع الولد عند شخص أو جهة معينة، وذلك لحفظه ورعايته.
2. الاستوداع المعنوي: وهو استوداع الولد عند الله سبحانه وتعالى، وذلك بحفظه ورعايته، وتوجيهه إلى ما فيه الخير والصلاح.
3. الاستوداع الشامل: وهو استوداع الولد عند شخص أو جهة معينة، مع الاستوداع المعنوي عند الله سبحانه وتعالى.
شروط الاستوداع
1. أن يكون الولد مسلماً، أو على الأقل من أهل الكتاب.
2. أن يكون الولد أميناً، ومطيعاً لوالديه.
3. أن يكون الولد في سن الرشد، أو قريباً منه.
4. أن يكون الشخص أو الجهة التي يتم الاستوداع عندها أمينة، وموثوقاً بها.
كيفية الاستوداع
1. أن يدعو الوالدان إلى الله سبحانه وتعالى، ويسألاه أن يحفظ ولدهما، وأن يرزقه الهداية والتوفيق.
2. أن يوصي الوالدان ولدهما بتقوى الله سبحانه وتعالى، وطاعته، واجتناب معصيته.
3. أن يسلم الوالدان ولدهما إلى الشخص أو الجهة التي يتم الاستوداع عندها، ويأمرانه بالمحافظة عليه، ورعايته، وتوجيهه إلى ما فيه الخير والصلاح.
فوائد الاستوداع
1. حفظ الولد من كل مكروه، وشر، وفتنة.
2. غرس القيم والمبادئ الإسلامية في نفس الولد، وتوجيهه إلى ما فيه الخير والصلاح.
3. بناء علاقة قوية بين الولد والوالدين، قائمة على الثقة والمودة والرحمة.
الخلاصة
الاستوداع إلى الله سبحانه وتعالى من أعظم العبادات، وأفضل القربات، وفيه من الخير والبركة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ولذا فإن الوالدين حريصون كل الحرص على الدعاء به لأبنائهم، وأن يوصوا أبنائهم بتقوى الله سبحانه وتعالى، وطاعته، واجتناب معصيته، وأن يسلموهم إلى شخص أو جهة أمينة، موثوق بها، لتحفظهم، وترعاهم، وتوجههم إلى ما فيه الخير والصلاح.