اللهم إني أشكو إليك همي وغمي
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إني أشكو إليك همي وغمي، وأنت تعلم ما في نفسي، وما أخفيه عن الناس. أسألك اللهم أن تفرج عني كربي، وأن تيسر لي أمري، وأن تمن عليّ بالصبر والسلوان.
أولاً: أسباب الشكوى إلى الله:
1. الشعور بالضيق والهم:
عندما يشعر الإنسان بالضيق والهم، يلجأ إلى الله تعالى يشكو إليه همه وغمه، ويطلب منه الفرج والتيسير.
2. المرور بمحنة أو ابتلاء:
عندما يمر الإنسان بمحنة أو ابتلاء، يزداد شعوره بالضعف والحاجة إلى الله تعالى، فيلجأ إليه يشكو إليه حاله، ويطلب منه العون والمساعدة.
3. ارتكاب المعاصي والذنوب:
عندما يرتكب الإنسان المعاصي والذنوب، يشعر بالذنب والندم، ويلجأ إلى الله تعالى يشكو إليه ذنوبه، ويطلب منه المغفرة والرحمة.
ثانيًا: فضل الشكوى إلى الله:
1. تفريج الكرب:
من فضل الله تعالى أن من يشكو إليه همه وغمه، يفرج الله عنه كربه، ويسهل عليه أموره.
2. تخفيف الهموم والأحزان:
من يشكو إلى الله تعالى همومه وأحزانه، يخفف الله عنه همومه وأحزانه، ويهون عليه مصائبه.
3. المغفرة والرحمة:
من يشكو إلى الله تعالى ذنوبه ومعاصيه، يغفر الله له ذنوبه، ويرحمه برحمته الواسعة.
ثالثًا: آداب الشكوى إلى الله:
1. الإخلاص لله تعالى:
يجب أن يكون الإنسان مخلصًا لله تعالى في شكواه، فلا يشرك به أحدًا.
2. الدعاء والتضرع:
يجب أن يدعو الإنسان ويتضرع إلى الله تعالى، ويطلب منه الفرج والتيسير والمغفرة والرحمة.
3. الصبر واليقين:
يجب أن يتحلى الإنسان بالصبر واليقين عند الشكوى إلى الله تعالى، وأن يوقن أن الله تعالى سيفرج عنه كربه، ويسهل عليه أموره.
رابعًا: أمثلة على الشكوى إلى الله:
1. شكوى أيوب عليه السلام:
شكا أيوب عليه السلام إلى الله تعالى من مرضه وبلاءه، فقال: “مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.
2. شكوى زكريا عليه السلام:
شكا زكريا عليه السلام إلى الله تعالى من كبر سنه وعقم زوجته، فقال: “رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء”.
3. شكوى يونس عليه السلام:
شكا يونس عليه السلام إلى الله تعالى من ظلمة البحر، فقال: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
خامسًا: أحاديث عن الشكوى إلى الله:
1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشك إلى الله تعالى، شكا إلى غيره”.
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا اشتكى أحدكم إلى أخيه، فليقل: اللهم أنت حسبي، ونعم الوكيل، أنت الثقة، وأنت المجيب، أنت الذي لا تضيع عنده الوديعة، ولا تخيب عنده الظنة، ولا يخاف عندك الفوت”.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أحد يبتلى ببلاء فيقول: اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغم”.
سادسًا: قصص عن الشكوى إلى الله:
1. قصة موسى عليه السلام مع فرعون:
عندما اشتكى موسى عليه السلام إلى الله تعالى من فرعون وجبروته، نجاه الله تعالى من فرعون، وأغرق فرعون وجنوده.
2. قصة مريم عليها السلام مع زكريا عليه السلام:
عندما اشتكت مريم عليها السلام إلى الله تعالى من كبر سن زكريا عليه السلام وعقم زوجته، رزقهما الله تعالى بيحيى عليه السلام.
3. قصة أيوب عليه السلام مع الشيطان:
عندما اشتكى أيوب عليه السلام إلى الله تعالى من الشيطان ووسوسته، شفاه الله تعالى من مرضه، ورد عليه أهله وماله.
سابعًا: الخاتمة:
اللهم إني أشكو إليك همي وغمي، وأنت تعلم ما في نفسي، وما أخفيه عن الناس. أسألك اللهم أن تفرج عني كربي، وأن تيسر لي أمري، وأن تمن عليّ بالصبر والسلوان.
نسأل الله تعالى أن يفرج عنا كربنا، ويسهل أمورنا، ويمن علينا بالصبر والسلوان.