بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إني أشكو إليك ضعفي
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد،،
فإن من أعظم مناجاة العبد لربه جل وعلا أن يبوح له بضُرّه ويسأله الغوث والفرج، فالله تعالى هو القادر على كل شيء، وهو الذي بيده تفريج الهموم والكروب، وقد قال الله تعالى: “ادعوني أستجب لكم”، فالله سبحانه وتعالى يحب عباده الذين يلجأون إليه ويدعونه، وهو يفرج عنهم كربتهم ويسهل أمرهم، ومن أجمل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها العبد ربه هو دعاء “اللهم إني أشكو إليك ضعفي”.
الحاجة إلى الشكوى لله تعالى
إن الحاجة إلى الشكوى لله تعالى من الأمور الفطرية التي جبل عليها الإنسان، فالإنسان مهما بلغ من القوة والعزة والجبروت، فإنه يحتاج إلى من يشكو إليه ضعفه وقلته وضعف حيلته، وقد قال الله تعالى: “يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد”، فالإنسان فقير إلى الله تعالى في جميع أموره، فهو الذي يرزقه، وهو الذي يشفيه، وهو الذي يعافيه، وهو الذي يحفظه، وهو الذي يدفع عنه شر أعدائه، فمن كان له الله فلا يخاف شيئًا، ومن لم يكن له الله فلا يأمن شيئًا.
أسباب الشكوى لله تعالى
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الإنسان إلى الشكوى لله تعالى، ومن أهمها:
– ضعف الإنسان وقلة حيلته: فالإنسان مهما بلغ من القوة والعزة، فإنه لا يستطيع أن يواجه مصاعب الحياة وحده، فهو يحتاج إلى من يساعده ويعينه، وقد قال الله تعالى: “وما لكم من دونه من ولي ولا نصير”، فالله تعالى هو ولي المؤمنين ونصيرهم، وهو الذي ينجيهم من كل كرب.
– معرفة أن الله تعالى هو وحده القادر على تفريج الكروب: فالله تعالى هو القادر على كل شيء، وهو الذي بيده تفريج الهموم والكروب، وقد قال الله تعالى: “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو”، فالله تعالى هو وحده القادر على كشف الضر، وهو وحده الذي يستطيع أن يفرج عن العبد كربته.
– الثقة بأن الله تعالى يحب عباده الذين يلجأون إليه ويدعونه: فالله تعالى يحب عباده الذين يلجأون إليه ويدعونه، وهو يفرج عنهم كربتهم ويسهل أمرهم، وقد قال الله تعالى: “ادعوني أستجب لكم”، فالله سبحانه وتعالى يستجيب دعاء العبد إذا دعاه.
فضل الشكوى لله تعالى
لشكوى لله تعالى فضل كبير، ومن أهم فضائلها:
– تفريج الكروب: فالله تعالى إذا شكا إليه العبد ضعفه، فإنه يفرج عنه كربته، ويسهل عليه أمره، وقد قال الله تعالى: “ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء”، فالله تعالى إذا أراد أن يكرم عبده، فإنه يفرج عنه كربته ويسهل عليه أمره.
– رفع الدرجات: فالله تعالى إذا شكا إليه العبد ضعفه، فإنه يرفعه في الدرجات، وقد قال الله تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”، فالله تعالى يهدي الذين جاهدوا في سبيله إلى سبل الخير، وهو مع المحسنين.
– محبة الله تعالى: فالله تعالى يحب الذي يلجأ إليه ويدعوه ويشكو إليه ضعفه، وقد قال الله تعالى: “وأنا معه إذا دعاني”، فالله تعالى مع الذي يدعوه ويطلب منه الغوث والفرج، وهو يحبه ويقربه إليه.
آداب الشكوى لله تعالى
هناك بعض الآداب التي يجب أن يتحلى بها العبد عند شكواه إلى الله تعالى، ومن أهمها:
– الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون العبد مخلصًا في شكواه لله تعالى، وأن لا يشرك معه أحدًا، وقد قال الله تعالى: “وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدًا”، فالمساجد لله وحده، فلا يجوز أن يدعو العبد مع الله أحدًا.
– اليقين بالإجابة: يجب أن يكون العبد موقنًا بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، وقد قال الله تعالى: “ادعوني أستجب لكم”، فالله سبحانه وتعالى يستجيب دعاء العبد إذا دعاه.
– حسن الأدب مع الله تعالى: يجب أن يتحلى العبد بحسن الأدب مع الله تعالى عند شكواه إليه، وأن لا يسأله ما لا يليق بجلاله وعظمته، وقد قال الله تعالى: “ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلًا”، فالمؤمن يجب أن يتوسط في صلاته، فلا يجهر بها ولا يخافت بها.
الخاتمة
إن الشكوى لله تعالى من الأمور المستحبة التي ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها، فالله تعالى يحب عباده الذين يلجأون إليه ويدعونه، وهو يفرج عنهم كربتهم ويسهل أمرهم، وقد قال الله تعالى: “ادعوني أستجب لكم”، فالله سبحانه وتعالى يستجيب دعاء العبد إذا دعاه، ومن أجمل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها العبد ربه هو دعاء “اللهم إني أشكو إليك ضعفي”.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.