**اللهم إني أعوذ بك أن أضل**
**مقدمة**
إن الاستعاذة بالله من الضلال هي دعاء يطلقه المسلمون طلبًا للحماية من الوقوع في الضلال والخطأ. يرد هذا الدعاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، ويعتبر من الأدعية المأثورة التي يحرص المسلمون على ترديدها في صلاتهم ودعائهم.
**معنى الضلال**
الضلال في اللغة هو الخروج عن الطريق الصحيح، ويقصد به في الاصطلاح خروج المسلم عن عقيدته أو شريعته أو أخلاقه، أو الوقوع في البدع والضلالات.
**أسباب الضلال**
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي بالمسلم إلى الوقوع في الضلال، ومن أهمها:
1. الجهل: عدم العلم بالحق والصواب، وعدم معرفة أحكام الشريعة الإسلامية.
2. الهوى: اتباع الشهوات والرغبات الشخصية، وتقديمها على أوامر الله تعالى ونواهيه.
3. اتباع الشهوات:الانغماس في الملذات الدنيوية، وعدم الاهتمام بالآخرة.
4. حب الدنيا:الانشغال بزينة الدنيا ومتاعها، وعدم التطلع إلى الآخرة.
5. الكبر:الغرور بالنفس والعجب بها، وعدم قبول النصح والإرشاد.
6. الحسد:التمني زوال نعمة من شخص آخر، وقد يؤدي الحسد بصاحبه إلى الوقوع في الضلال والخطأ.
7. اتباع الظنون: اتخاذ الظنون والأوهام أساسًا لاتخاذ القرارات، وعدم الاعتماد على الأدلة والبراهين.
**أنواع الضلال**
ينقسم الضلال إلى نوعين رئيسيين:
1. الضلال الاعتقادي: وهو الانحراف عن العقيدة الصحيحة، مثل الإلحاد أو الشرك أو البدعة.
2. الضلال العملي: وهو الانحراف عن الشريعة الإسلامية، مثل ارتكاب المعاصي والكبائر، أو ترك الواجبات المفروضة.
**النتائج المترتبة على الضلال**
للضلال نتائج وخيمة على المسلم، منها:
1. الحرمان من رحمة الله تعالى: قال تعالى: (وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا) [الكهف: 17].
2. دخول النار: قال تعالى: (وَمَنْ يُضْلِلْهُ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) [الأعراف: 185].
3. الخسران في الدنيا والآخرة: قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 50].
**فضل الاستعاذة من الضلال**
للحرص على ترديد هذه الاستعاذة فضائل كثيرة، منها:
1. حماية الله تعالى للمسلم من الضلال والخطأ.
2. دخول المسلم في حماية الله تعالى، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق: 5].
3. نيل رضا الله تعالى، قال تعالى: (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يُؤْتِكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال: 29].
**الخاتمة**
الاستعاذة بالله من الضلال هي من الأدعية المأثورة التي يحرص المسلمون على ترديدها في صلاتهم ودعائهم، لأنها تحفظهم من الوقوع في الضلال والخطأ، وتنال لهم رضا الله تعالى ورحمته.