اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز

اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد..

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده أن أودع في قلوبهم الإيمان والتوكل عليه سبحانه وتعالى، وأن جعل لهم مناجاة يدعونه بها في كل وقت وحين، يلجؤون إليه فيها ويطلبون منه العون والمساعدة، ويستعيذون به من كل مكروه وبلاء.

ومن هذه الأدعية العظيمة ما رواه أبو داود والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال”.

وهذا الدعاء جامع لكل ما يحتاج إليه العبد في حياته، فهو يستعيذ فيه من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال.

الهم والحزن

الهم هو ما يشغل القلب ويحزنه، وهو قد يكون بسبب أمر دنيوي أو أخروي. أما الحزن فهو الجزع على ما فات أو الخوف مما سيأتي.

وكل من الهم والحزن من الأمور التي تثقل على النفس وتجعلها غير قادرة على التفكير والعمل بشكل سليم.

وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن الحزن والجزع، فقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139].

وقال تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].

العجز

العجز هو عدم القدرة على القيام بالأمر، وهو قد يكون عجزًا جسديًا أو عقليًا أو ماليًا.

والعجز من الأمور التي تجعل الإنسان يشعر بالإحباط واليأس، وقد تؤدي به إلى ترك العمل والعبادة.

وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن العجز والكسل، فقال سبحانه وتعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39].

وقال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} [الأنفال: 21].

الكسل

الكسل هو ترك العمل مع القدرة عليه، وهو من الأمور التي تسبب للإنسان الكثير من المشاكل في حياته.

فالكسول لا يستطيع أن ينجح في دراسته أو عمله، ولا يستطيع أن يعتني بنفسه أو بأسرته.

وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن الكسل، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثَقُلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة: 38].

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُبْطِلُونَ الصَّدَقَاتِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 29].

البخل

البخل هو منع المال أو غيره عما يستحقه، وهو من الأمور التي حرمها الله تعالى.

فالبخيل لا ينفق على نفسه ولا على أهله ولا على الفقراء والمحتاجين، وهو بذلك يعرض نفسه لسخط الله تعالى وعذابه.

وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن البخل، فقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد: 38].

وقال تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: 5].

الجبن

الجبن هو الخوف الشديد الذي يمنع الإنسان من القيام بما يجب عليه القيام به.

والجبان لا يستطيع أن يدافع عن نفسه أو عن أهله أو عن دينه، وهو بذلك يعرض نفسه للذل والهوان.

وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن الجبن، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثَقُلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة: 38].

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 155].

ضلع الدين

ضلع الدين هو كثرة الدين على الإنسان بحيث لا يستطيع سداده.

وضلع الدين من الأمور التي تسبب للإنسان الكثير من المشاكل والهموم.

فمدين الدين لا يستطيع أن ينام ولا يأكل ولا يشرب ولا يلبس بشكل طبيعي، وهو دائمًا خائف من الحبس أو من ملاحقة الدائنين له.

وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن كثرة الدين، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} [البقرة: 282].

وقال تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280].

غلبة الرجال

غلبة الرجال هي أن يسيطر الرجال على المرأة ويحرموها من حقوقها.

وغلبة الرجال من الأمور التي حرمها الله تعالى، فقد قال سبحانه وتعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النور: 33].

وقال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي ع

أضف تعليق