اللهم اني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإن الإنسان بطبيعته معرض للخطأ والزلل، وقد جبل على النقص والتقصير، ولذلك كان من سنة الله تعالى أن يبتلي عباده بالذنوب والمعاصي حتى يتوبوا إليه ويستغفروه، قال تعالى: “وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ” (الأعراف: 10).

وإذا ظلم الإنسان نفسه بارتكاب الذنوب والمعاصي، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، وأن يكثر من الأدعية والأذكار التي توبقه من ذنوبه وخطاياه، ومن هذه الأدعية دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً”.

فضل دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً”

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال حين يمسي: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، فإنك أنت الغفور الرحيم، غفر الله له ذنوبه وإن كان ظلمها ظلاً عظيماً”.

وقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تعار من الليل قال: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، فإنك أنت الغفور الرحيم”.

شروط قبول دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً”

للقبول دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً” عدة شروط، منها:

الإخلاص والصدق في الدعاء.

حضور القلب والخشوع.

اليقين بأن الله تعالى قادر على مغفرة الذنوب.

التوبة النصوح من الذنوب والمعاصي.

عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي بعد التوبة.

مواضع يستحب فيها دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً”

يستحب دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً” في عدة مواضع، منها:

عند النوم.

عند الاستيقاظ من النوم.

عند دخول المسجد.

عند الخروج من المسجد.

عند قراءة القرآن الكريم.

عند سماع الأذان.

عند الإفطار من الصيام.

عند قضاء الحاجة.

عند الخروج من المنزل.

عند الدخول إلى المنزل.

آثار دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً”

لدعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً” آثار كثيرة على المسلم، منها:

مغفرة الذنوب والمعاصي.

محو السيئات.

رفع الدرجات.

استجابة الدعاء.

النجاة من عذاب النار.

الفوز بالجنة.

قصص عن فضل دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً”

وردت في السنة النبوية عدة قصص عن فضل دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً”، منها:

قصة الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه، حينما تخلف عن غزوة تبوك، فأنزل الله تعالى عليه وعلى من تخلف معه آيات اللوم والتوبيخ، فمكثوا في المدينة منبوذين لمدة خمسين ليلة، لا يكلمهم أحد، ولا يسلم عليهم أحد، ولا يدخل عليهم أحد، حتى ظنوا أنهم سيهلكون، فكانوا يتضرعون إلى الله تعالى بالدعاء، ومن دعائهم دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، فإنك أنت الغفور الرحيم”، فتاب الله تعالى عليهم وعفا عنهم.

قصة الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حينما كان يمر على مجالس الذكر، فيسمع الناس يتضرعون إلى الله تعالى بالدعاء، فيردد دعاء “اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، فإنك أنت الغفور الرحيم”، حتى يبكي ويخنق صوته من البكاء.

الخاتمة

نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، وأن يتقبل توبتنا وأن يرحمنا، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، وأن يجمعنا بصحبة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في جنة النعيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *