اللهم اهدنا فيمن هديت وعافني فيمن عافيت

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم اهدنا فيمن هديت وعافني فيمن عافيت

المقدمة

الدعاء هو من أعظم العبادات وأفضلها، وهو وسيلة العبد للتقرب إلى ربه والتضرع إليه، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

ومن الأدعية المأثورة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء: “اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

الهداية

الهداية هي من أعظم نعم الله تعالى على عباده، وهي التوفيق لهم إلى الصراط المستقيم، والهداية أنواع كثيرة، منها:

هداية التوفيق: وهي هداية الله تعالى لعبده إلى ما فيه الخير والصلاح، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

هداية التشريع: وهي هداية الله تعالى لعباده من خلال الأنبياء والرسل، الذين أوضحوا لهم طريق الحق والصواب، قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].

هداية الإلهام: وهي هداية الله تعالى لعبده من خلال إلهامه وتوفيقه إلى ما فيه الخير والصلاح، قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل: 68].

العافية

العافية هي من أعظم نعم الله تعالى على عباده، وهي سلامة البدن من الأمراض والأسقام، والعافية أنواع كثيرة، منها:

عافية البدن: وهي سلامة البدن من الأمراض والأسقام، قال تعالى: {وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَكَأَيِّنْ مِنْ مَلَكٍ أُوتِيَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَةَ ثُمَّ لا يُؤْتِي أَحَدًا مِنْهُمْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَإِنَّهُ لَعَلِيمٌ حَكِيمٌ} [آل عمران: 26].

عافية العقل: وهي سلامة العقل من الأمراض والأسقام، قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39].

عافية القلب: وهي سلامة القلب من الأمراض والأسقام، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

التوكل

التوكل هو اعتماد العبد على ربه في جلب المنافع ودفع المضار، والت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *