اللهم اهدينا

اللهم اهدينا: دعاء يطلب فيه العبد الهداية من الله

المقدمة:

إن الهداية من الله تعالى هي أعظم نعمة يمكن أن يتلقاها الإنسان، وهي السبيل الوحيد للنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة. لذلك، فإن الدعاء لله تعالى بالهداية هو من أهم الأدعية وأكثرها شيوعًا بين المسلمين. والهداية تعني الرشاد والتوفيق والسداد، وهي التي تدل الإنسان على الطريق الصحيح وتبعده عن طريق الضلال. وللهداية درجات ومراتب، وكلما ارتقى الإنسان في درجات الهداية كلما زاد إيمانه وتقواه.

1. أهمية الدعاء بالهداية:

الدعاء بالهداية هو عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: ﴿وَالذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].

الدعاء بالهداية سبب لنيل الهداية، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأحقاف: 13].

الدعاء بالهداية سبب لزيادة الإيمان والتقوى، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾ [يونس: 9].

2. شروط الدعاء بالهداية:

أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، وأن لا يقصد به غيره، قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: 36].

أن يكون الدعاء موافقًا للشرع، وأن لا يُطلب فيه شيء محرم، قال تعالى: ﴿وَلا تَقُل لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ﴾ [النحل: 116].

أن يكون الدعاء بالخشوع والتذلل، قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55].

3. آداب الدعاء بالهداية:

أن يبدأ الدعاء بالثناء على الله تعالى والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

أن يدعو العبد ربه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180].

أن يلح العبد في دعائه ويداوم عليه، قال تعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 56].

4. أسباب الهداية:

الإيمان بالله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 7].

اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [النساء: 13].

مجالس العلماء والصلحاء، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28].

5. ثمار الهداية:

الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].

محبة الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [يونس: 64].

دخول الجنة والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: 4-8].

6. دعاء اللهم اهدنا:

اللهم اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اللهم اهدنا إلى سواء السبيل، ونجنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. اللهم اهدنا إلى ما تحب وترضى، واصرف عنا شر ما نكره ونخشى.

7. الخاتمة:

إن الهداية من الله تعالى هي أعظم نعمة يمكن أن يتلقاها الإنسان، وهي السبيل الوحيد للنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة. لذلك، فإن الدعاء لله تعالى بالهداية هو من أهم الأدعية وأكثرها شيوعًا بين المسلمين. فنسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم صراط المستقيم، وأن يجنبنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *