اللهم بشرني بما يفرح قلبي
مقدمة
إن الدعاء إلى الله تعالى من أعظم العبادات وأجلها، وهو وسيلة العبد للتواصل مع ربه، وطلب ما ينفعه في دنياه وآخرته، ومن أفضل الأدعية ما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
1. فضل الدعاء
الدعاء عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، فقد قال الله تعالى في سورة غافر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، وقال تعالى في سورة فصلت: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
2. آداب الدعاء
هناك آداب ينبغي مراعاتها عند الدعاء، ومنها:
أن يكون الداعي على طهارة كاملة.
أن يستقبل القبلة.
أن يرفع يديه إلى السماء.
أن يكون الدعاء بقلب خاشع وصادق.
أن يدعو بما فيه الخير له وللمسلمين.
ألا يمل من الدعاء ويستمر فيه.
3. أوقات استجابة الدعاء
ورد في السنة النبوية أن هناك أوقاتًا يكون فيها الدعاء مستجابًا أكثر من غيرها، ومنها:
الثلث الأخير من الليل.
عند الأذان.
بين المغرب والعشاء.
يوم الجمعة.
شهر رمضان.
يوم عرفة.
4. شروط استجابة الدعاء
هناك شروط يجب توفرها حتى يستجاب الدعاء، ومنها:
أن يكون الداعي موحدًا لله تعالى.
أن يكون الدعاء خاليًا من المعاصي والذنوب.
أن يكون الدعاء في أمر مباح.
ألا يكون الدعاء بقطع الرحم.
ألا يكون الدعاء بضرر على النفس أو على الغير.
5. ثمار الدعاء
الدعاء من العبادات التي لها ثمار عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن هذه الثمار:
استجابة الدعاء ونيل ما فيه الخير للداعي.
فتح أبواب الرزق والأبواب المغلقة.
دفع البلاء والشر عن الداعي وأهله وماله.
زيادة الإيمان والتقوى في قلب الداعي.
دخول الجنة والنجاة من النار.
6. أنواع الدعاء
هناك أنواع كثيرة من الدعاء، ومنها:
الدعاء بالخير في الدنيا والآخرة.
الدعاء بالهداية والإرشاد.
الدعاء بالمغفرة والرحمة.
الدعاء بالرزق والبركة.
الدعاء بالشفاء من الأمراض.
الدعاء بالنصر والتمكين.
الدعاء على الأعداء والمفسدين.
7. الدعاء في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن الدعاء، ومنها:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
{وَقُل لِّعِبَادِي يَدْعُونَنِي أَسْتَجِبْ لِدُعَائِهِمْ} [غافر: 60].
{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [المؤمن: 60].
{وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَّعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِّعْمَةً مِّنَّا نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُل تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} [الزمر: 8].
خاتمة
الدعاء من أعظم العبادات وأجلها، وهو وسيلة العبد للتواصل مع ربه، وطلب ما ينفعه في دنياه وآخرته، ويستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى في كل وقت وحين، ولا سيما في الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجابًا أكثر من غيرها، وينبغي للمسلم أن يراعي آداب الدعاء وشروطه حتى يستجاب دعاؤه، والدعاء من العبادات التي لها ثمار عظيمة في الدنيا والآخرة، ويحظى هذا العمل عنده تعالى وفي سجل الأعمال.